حادثة المسكي
القصه للعظه والعبره من ترك شيئا لله عوضه بخير منه
قصه عجيبه حدثت في الشام
كان هناك شابا يبيع (القماش ) ويضعه على ظهره
ويطوف بالبيوت ويسمونه (فرقنا)
وكان مستقيم الأعضاء جميل الهيئة من راه أحبه
لما حباه الله من جمال ووسامة زائدة على الآخرين .
وفي يوم من الأيام وهو يمر بالشوارع والأزقة والبيوت
رافعا صوته "فرقنا"
إذ أبصرته إمرأة فنادته ، فجاء إليها ،
وأمرته بالدخول إلى داخل البيت ،
وأعجبت به وأحبته حبا شديدا ، وقالت له .
إنني لم أدعوك لأشتري منك . .
وإنما دعوتك من أجل محبتي لك ولا يوجد في الدارأحد ودعته إلى نفسها فذكرها بالله وخوفها من أليم عقابه . .
ولكن دون جدوى . .
فما يزيدها ذلك إلا إصرارا . .
وأحب شيء إلى الإنسان ما منعا . . فلما رأته ممتنعا من الحرام قالت له :
إذا لم تفعل ما أمرك به صحت في الناس وقلت لهم دخل داري ويريد أن ينال من عفتي وسوف يصدقون الناس كلامي لأنك داخل بيتي . . فلما رأى إصرارها على الإثم والعدوان . قال لها : هل تسمحين لي بالدخول إلى الحمام من أجل النظافة ففرحت بما قال فرحا شديدا . .
وظنت أنه قد وافق على المطلوب . .
فقالت : وكيف لا ياحبيبي وقرة عيني .
إن هذا لشيء عظيم . . .
ودخل الحمام وجسده يرتعش من الخوف والوقوع في وحل المعصية. . فالنساء حبائل الشيطان وما خلى رجل بامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما . .
يا إلهي ماذا أعمل دلني يا دليل الحائرين . وفجاءة جاءت في ذهنه فكرة. فقال : إنني أعلم جيدا : إن من الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله رجل دعته إمرأة ذات منصب وجمال فقال : إني أخاف الله وأعلم : إن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه .
ورب شهوة تورث ندما إلى آخر العمر. .
وماذا سأجني من هذه المعصية غيرأن الله سيرفع من قلبي نور الإيمان ولذته . . لن أفعل الحرام . .
ولكن ماذا سأفعل هل أرمي نفسي من النافذة لا أستطيع ذلك . . فإنها مغلقة جدا ويصعب فتحها . .
إذا سألطخ جسدي بهذه ا لقاذورات والأوساخ فلعلها إذا رأتني على هذه الحال تركتني وشأني . .
وفعلا صمم على ذلك الفعل الذي تتقزز منه النفوس . .
مع أنه يخرج من النفوس ! ثم بكى وقال : رباه إلهي وسيدي خوفك جعلني أعمل هذا العمل . . فأخلف علي خير. . وخرج من الحـمام فلما رأته صاحت به : أخرج يا مجنون ؟
فخرج خائفا يترقب من الناس وكلامهم وماذا سيقولون عنه . . وأخذ متاعه والناس يضحكون عليه في الشوارع حتى وصل إلى بيته وهناك تنفس الصعداء وخلع ثيابه ودخل الحمام واغتسل غسلا حسنا ثم ماذا . .
هل يترك الله عبده ووليه هكذا . . لا أيها الأحباب. . فعندما خرج من الحمام عوضه الله شيئا عظيما بقي في جسده حتى فارق الحياة وما بعد الحياة . . لقد أعطاه الله سبحانه رائحة عطرية زكية فواحة كعطر المسك تخرج من جسده . .
يشمها الناس على بعد عدة مترات وأصبح ذلك لقبا له . .
"المسكي " فقد كان المسك يخرج من جسده . .
وعوضه الله بدلا من تلك الرائحة الي ذهبت في لحظات رائحة بقيت مدى الوقت . . وعندما مات ووضعوه في قبره . .
كتبوا على قبره هذا قبر"المسكي " وهو موجود فى الشام.
وهكذا أيها الإنسان المؤمن . . الله سبحانه لا يترك عبده الصالح هكذا . . بل يدافع عنه . .
إن الله يدافع عن الذين آمنوا . .
الله سبحانه يقول : (ولئن سألني لأعطينه فاين السائلين ) .
أيها العبد المؤمن :
من كل شيء إذاضيـعتـه عوض ومـامن الله إن ضيـعتـه عوض الله سبحانه . . يعطي على القليل الكثير. .أين الذين يتركون المعاصي ويقبلون على الله حتى يعوضهم خيرا مما أخذ منهم .
ألا يستجيبون لنداء الله ونداء رسوله ونداء الفطرة