زمن غدار .. يرينا الآهات ولأحزان .. الأفراح والأتراح , يريدنا أن نكون ولكن دون أن نكون !
وهذا هو السؤال اللاهث ؟ ماهو حل هذه المعادلة المستحيلة ؟؟
فكيف للإنسان أن يصبح دون أن يمسي !؟
كيف له أن يعلم دون أن يـُعلــّم !؟
كيف يكون كبير دون أن يمــر ّ بمرحلة الطفولة؟ من يعلم هذا ؟؟
من يستطيع أن يكون في بوتقة هذا الزمان الذي لا يعرف معنى الفرح وإن قدمه .. قدمه على طبق ٍ من الحزن , وإن أراد أن يرسم البسمة على أوجهنا غسلها بدموع حارقة ٍ .. لاهبة .
فمن يستطيع أن يصف نفسه لمجرد أنه كائن ٌ من هذه الكينونة ؟
مثلنا كمثل جمر الموقد إذا لم يمر به نسيم ولم ينفخ فيه هواء , كيف يعلوه الرماد وينخمد حرارة ً وينطفئ نارا ً ؟
مثلنا كمثل المنزل ِ وقد أغلقت نوافذه وأبوابه , فسكنت أجواؤه وحبس هواؤه , كيف يعشش فيه العفن ويغزوه الفساد ؟
مثلنا كمثل الماء وقد ركد وامتنع عن الحركة , كيف يصبح مستنقعا ً ؟
لذا ...
ينفخون في الموقد كي يتوهج الجمر , ويفتحون النوافذ كي يتجدد الهواء فلا يبقى مكان للعفن ولا تغزوه إلا شمس ٌ دافئة .. تبعث خيوطها الذهبية لتلتقي مع الضفائر ولتعكس النشاط والحيوية ..
ويشقون الأقنية كي يجري الماء .. وتزدهر الحياة وتحلق الفراشات .
ونحن يجب أن نكسر الحاجز الذي بناه الزمن بيننا وبين إرادتنا ... بيننا وبين أحلامنا...
مما خطت اناملي ... ونسجت يداي
أنسج لكم نزيف قلمي