يا ساهر الليل أين البال منشغل
وأي نار بها الأرواح تشتعل ؟
فالناس قد رقدت للنوم يدفعها
تعب الجسوم وعين رابها الزغل
وبقيت وحدك في جنح الظلام فلا
طيراً يغرد أو نشوان يرتجل
هلا أزلت عن الأحزان قمقمها
وتركت قلبك يتلو كل ما يجل
فقال لي ودمع العين يسكبه
ماذا أقول فروحي كلها علل
أيام عمري في لحظاتها تخفي
من الهموم جبالاً ليس تختزل
كيف السبيل إلى نوم وأمتنا
تشكو الضياع فلا فكر ولا عمل
لم يدر أن عيون الغيد خادعة
ما كل باسمة في وصلها الأمل !
كم من موصوفة بالحسن ساحرة
فإن جربت حكمتها ضاقت بها الحيل !
يا طالب الحسن الرخيص مفازة
ضيعت نفسك فالأشكال ترتحل
هلا بحثت عن الأخلاق في شغف
هي التي تبقى إن تاهت السبل
وابحث عن الطهر والإيمان في عجل
فربة الإيمان ما في عقلها خلل
إن جئتها في الليل لله ساجدة
وإن جئتها فجراً فبالتعفاف تكتحل
وإن جئتها ظهراً في الباب باسمة
وفي المساء تنير الدار تحتفل
وللأولاد كانت خير راعية
من مشرب القرآن والأخيار قد نهلوا
شتان بين من الزهراء قدوتها
وبين ضائعة بالوهم تنشغل
ذات النطاقين في زماننا انقلبت
ذات العشيقين لا ذوق ولا خجل
ذا كان بوحي يا حبيب فإن يكن
لي في الحياة مزيد فالبوح يتصل