البقاء ليس للأقوى
فى ظل الظروف المتلاحقة .. فى ظل التنافس والتحدى .. الإثارة والمتعة .. سعادة النصر والنجاح المنشودة .. السعى إلا تحقيق الذات
تواجهنا مشاكل عدة .. وعقبات متلاحقة
ننكسر أحيانا ونعود لنكمل السباق .. نعم .. سباق النجاح والتقدم .. كل عمل نعمله هو سباق وتحدى .. ولكن من منّا قادر عليه ؟؟
سمعنا صغارا قصة الأرنب الكسول الذى سمح للسلحفاة أن تسبقه .. وكان المغزى من القصة للأرنب ألّا يقف فى وسط الطريق .. ولكن ماذا لو كنّا نحن الأضعف ؟؟
هل نقف مكاننا ونترك الطريق فارغا ؟ هل نيأس ونقتنع بأننا لن نستطيع الوصول ؟ هل نستسلم لقلة إمكانياتنا ؟
هل الفوز دائما للأقوى فقط ؟؟
سألت نفسى كثيرا .. لما يتفوق فلان علىّ ؟
هل لديه قدرات أكبر منى ؟ هل يجتهد ويتعب أكثر منى ؟ هل هى نعمة ربانية إليه ؟ أما ماذا ؟؟
هل من طريق لىّ لتعويض ذلك الفرق ؟ أم الإستسلام للواقع هو الحل ؟
: فكرت كثيرا فى هذا الموضوع وتوصلت لبعض النتائج التى ممكن أن يستفيد بها أحد
أولا: لو كان الأمر إختيارا وليس لدى أى قدرات التى تؤهلنى للتفوق فيه .. إذن فعلى أن أبحث عن مجال جديد مناسب لإمكانياتى وقدراتى أتدرب عليها وأنميها وأتفوق فيها .. وكل إنسان منا له نقاط قوة.
ابحث عن نقاط قواك وتفوق فيها إن كان لا أمل فى نجاحك
ثانيا: لو كان الأمر إجباريا ولديك القدرات التى تؤهلك للتفوق فيه ولكنك لم تتفوق .. ابحث عن المشكلة التى تعرقل طريقك .. فالبحث عن المشكلة هو نصف الطريق .. اسأل نفسك أين يذهب وقتك .. رتب أولوياتك وابدأ بالأهم ثم المهم .. يجب أن توازن بين حياتك الاجتماعية والعلمية والثقافية والدراسية و ... إلخ .. ولكن لكل مقام مقال .. فلا تهتم مثلا بالعلاقات الاجتماعية جدا فى فترة الإمتحانات.
ابحث عن المشكلة .. جرب أكثر من طريقة حتى تصل إلى حل المشكلة .. لا تضيع وقتك .. رتب أولوياتك .. لا تيأس .. وقبل كل هذا أن تستعين بالله .. اعمل ما عليك ثم توكل عليه.
ثالثا: إن كنت مجربا وليس لديك القدرة التى تؤهلك للتفوق .. هل ستتنازل ؟؟ أم ماذا ؟؟ .. فى غالب إن كنت فى موقف مثل هذا سيكون الأمر مؤقتا وليس مستمرا .. مثلا عمل مجبر عليه ولكنه سينتهى بعد فترة .. مادة دراسية أو أكثر لا تستطيع فهمهم .. إذن ما العمل ؟؟ .. أيضا طبق الخطوات المذكورة فى المرحلة السابقة وإن لم تعمل فالآن أبدأ فى المرحلة التالية .. ضع هذا العمل كأكبر تحدى فى حياتك .. أبذل مجهود مضاعف عن الباقى لتعويض النقص الذى لديك .. اعمل واتعب واجتهد ولا شئ مستحيل .. ولكن المهم هو العزيمة .. إن كان لديك العزيمة فستنجح .. إن كان لديك قدرة تحمل فستصمد وتستمر .. اشحن نفسك دائما بتخيل النجاح أمام عينك .. اشحن نفسك دائما بفرحة النجاح.
ضع العمل كأكبر تحدى فى حياتك .. أبذل مجهود مضاعف .. حافظ على العزيمة .. تحلى بالصبر والقدرة على التحمل .. وأيضا لا تنسى الإستعانة بالله.
:ولكن هناك شئ آخر مهم
البعض يعمل ويجتهد ولا يجد نتيجة لذلك .. فيلوم القدر ويُحبط من الحياة ويكف عن العمل والإجتهاد أصلا .. لما كل هذا ؟؟
أعمل ما عليك وأخلص النية لله -سبحانه وتعالى- .. ولا تحمل همّ شئ .. فهو يحمل لك الخير .. ولكن لا تستعجل عليه .. فإن لم يأتيك اليوم فسيأتيك غدا .. وإن لم يأتيك غدا .. فالله يحمله لك عنده ثوابا فى الآخره .. ولكن أعمل دائما على إخلاص النية لله وتوكل عليه فى كل خطوة تخطوها.