السلام عليكم
اقتباس .. لا تتقمص شخصية غيرك ولا تذب في الآخرين. إن هذا هو العذاب الدائم ، وكثير هم الذين ينسون أنفسهم وأصواتهم وحركاتهم ، وكلامهم ، ومواهبهم ، وظروفهم ، لينصهروا في شخصيات الآخرين ، فإذا التكلف والصلف ، والاحتراق ، والإعدام للكيان وللذات.
من ادم إلى آخر الخليقة لم يتفق اثنان في صورة واحدة ، فلماذا يتفقون في المواهب والأخلاق. أنت شيء آخر لم يسبق لك في التاريخ مثال ولن يأتي مثلك في الدنيا شبيه. أنت مختلف تماما عن زيد وعمرو فلا تحشر نفسك في سرداب التقليد والمحاكاة والذوبان. انطلق على هيئتك وسجيتك { قد علم كل أناس مشربهم } ، { ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات } عش كما خلقت لا تغير صوتك ، لا تبدل نبرتك ، لا تخالف مشيتك ، هذب نفسك بالوحي ، ولكن لا تلغي وجودك وتقتل استقلالك.
أنت لك طعم خاص ولون خاص ونريدك أنت بلونك هذا وطعمك هذا ، لأنك خلقت هكذا وعرفناك هكذا "لا يكن أحدكم إمعة"
إن الناس في طبائعهم أشبه بعالم الأشجار : حلو وحامض ، وطويل وقصير ، وهكذا فليكونوا. فإن كنت كالموز فلا تتحول إلى سفرجل ، لأن جمالك وقيمتك أن تكون موزا ، إن اختلاف ألواننا وألسنتنا ومواهبنا وقدراتنا آية من آيات الباري فلا تجحد آياته
* * *
على بساط احمدي .. شد انتباهي مشاركة احد الإخوة الأعضاء هنا في المنتدى .. وهذا ما دفعني لاستحضر ما تم اقتباسه أعلاه لأحد الشيوخ الأفاضل وما سوف اكتبه الآن ..عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم كان يتعوذ دبر الصلوات بهؤلاء الكلمات
(اللهم إني أعوذ بك من الجبن والبخل ، وأعوذ بك من أن أرد إلى أرذل العمر ، وأعوذ بك من فتنة الدنيا ، وأعوذ بك من فتنة القبر ) رواه البخاري .
في وقتنا الحالي وفي خضم ما نحن فيه من صراعات وضغوطات تلم بنا من كل جانب .. علينا أن نقف وقفة حق مع أنفسنا لنسألها أين أنتي مما يجري ؟ وماذا قدمتِ ؟
على اختلاف الناس واختلاف المعتقدات واختلاف الآراء سنجد إجابات كثيرة تدور في أذهاننا ونفوسنا بعضها نستطيع البوح بها وبعضها تبقى دفينة الأنفس إلى اجل غير مسمى ..
ولا ضير في ذلك ونحن في عصر تكتلت علينا فتنه حتى أطبقت علينا من كل جانب ولم نعد نستطيع التفريق بين الصواب والخطأ .. حيرة تجعلنا نتخبط يمينا وشمالا لترمينا منهكين مسيرين منقادين وراء تجمعات وآراء لم ولن تمثلنا يوما !
خلقك الله سبحانه وتعالى وأبدع في خلقك ووهبك ما وهبك من النعم لتشكره ولتحسن عبادته ..
ألم يهبك الله نعمة العقل ؟ أليس عندك عينان وأذنان وشفتان ويدان ورجلان ولسان ، ألم يعطك الله هذه النعم لتتفكر وتتدبر ؟؟
لما لا يكن لك رأيك الخاص قناعتك الفريدة من نوعها ؟؟ لما تنساق وراء الجميع كنعجة في القطيع ؟
ابني طريقك بنفسك .. اقرأ و اسأل أهل العلم والمعرفة .. ابحث حولك وستجدهم حاضرين ليمدون لك يد العون والمساعدة . تدبر وفكر ثم فكر ثم فكر قبل أن تنشر ما لا تعلم لتحمل وزره ووزر من اتبعه
تفرق الناس بتفرق آرائهم ومعتقداتهم وتكتلاتهم .. كنا أبناء وطن واحد .. واليوم ؟ نحن سنة وعلوية ومسيحيين ودروز !
لا تنجر وراء ما يقال اتبع نفسك وما يمليه عليك ضميرك ودينك .. كن غيورا على أخاك كما على نفسك لا تدفع غيرك إلى التهلكة وأنت لا تحرك ساكنا .. كن صاحب الكلمة والفعل ..
لن تنجح من المرة الأولى وربما لن تنجح من المرة العاشرة أيضا !!
لكن كن على يقين بأنك تفعل الصواب وتبتعد عن الفتنة وان لم تستطع التغيير ابدأ بنية صافية من القلب بنفسك .. واتخذ من كلام سيدنا محمد سبيلا لراحتك " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيرا أو ليصمت " نعم اصمت .. إن لم تستطع التغيير وذلك أضعف الإيمان
نهاية ما أود قوله كن أنت كما ينبغي أن تكون ولا تكن إمعة في الأرض !
وطنك يستحق منك ان تترفع عن الكثير لتسمو به ويسمو بك ..
اعتذر لاطالتي .. لكم مني كل الود ،،