كشفت شبكة الجزيرة القطرية عن تحقيق أجرته فرق دولية مختصة توصل إلى أن مصدر التشويش على قنوات "الجزيرة" الرياضية خلال بطولة كأس العالم الأخيرة "جنوب أفريقيا 2010" كان مصدره من الأردن، مشددة على حقها في المتابعة القضائية لمن تسبب في الاعتداء على حقوق مشاهديها.
وقال متحدث باسم شبكة الجزيرة في بيان صحفي حصلت سيريانيوز على نسخة منه " إن كأس العالم مناسبة يتداعى الناس لمشاهدتها والاستمتاع بها، ولكن للأسف جاءت عملية التشويش المتعمد لتفسد على الملايين في المنطقة متعة مشاهدة هذا الحدث العالمي ومتابعته. وقد ساءنا أن يكون مصدر هذا التشويش والتخريب من داخل العالم العربي. وسوف نطالب الحكومة الأردنية بتفسير رسمي لتلك الواقعة الموثقة بالأدلة".
وأوضح البيان أن "الجزيرة قامت بتحريات واسعة، بالتنسيق المباشر مع شركات أقمار اصطناعية عربية، وظفت فيها عددا من الفرق الدولية ضمت خبراء ذوي معرفة تقنية عالية. وبعد تحليل الرصد الدقيق الذي تم أثناء التشويش على بث الجزيرة، استطاع الخبراء تحديد الموقع الذي انطلق منه التشويش في موقع قريب من مدينة السلط الأردنية".
واختتم البيان بالقول أنه "سوف توظف الجزيرة كل الوسائل المتاحة لضمان محاسبة الأطراف التي ارتكبت هذا الفعل، وذلك حرصا على حقوقها وحقوق مشاهديها ضد أي أفعال من هذه الشاكلة".
وكانت صحيفة الـ "غارديان" البريطانية قد زعمت أن التشويش الذي تعرضت له قنوات الجزيرة الرياضية مصدره منطقة السلط الأردنية قرب العاصمة عمان، وذلك اعتماداً على تحليلات فريق تقني يعتمد تكنولوجيا خاصة بتحديد الأماكن الجغرافية.
وذكرت الصحيفة البريطانية أن سبب التشويش ربما يعود إلى الخلاف بين الأردن وقناة الجزيرة الرياضية بعد فشل الأردن في الوصول إلى اتفاق قبل بدء مباريات المونديال للحصول على باقة من مباريات كأس العالم على القنوات الأردنية الأرضية, مؤكدة أنه من غير المرجح أن يكون التشويش تم دون معرفة السلطات الأردنية.
بدورها نفت الحكومة الأردنية بشكل قاطع ما وصفته بـ "الادعاءات" التي سربتها مصادر لم تكشف عن هويتها لصحيفة "الغارديان" عن مسؤولية الأردن في التشويش على قنوات الجزيرة.
ونقلت وكالة الأنباء الأردنية "بترا" عن مصدر مسؤول قوله إن "هذه الادعاءات باطلة وغير مقبولة"، كما أكد أن الحكومة الأردنية "مستعدة للتعاون مع أي فريق من الخبراء المحايدين لفحص الحقائق، وأنها واثقة بأن مثل هذا الفحص سيكشف بطلان هذه الادعاءات.".
وأضاف المصدر"أن الأردن كان قد تحدث مع مسؤولين في قناة الجزيرة حول شراء حقوق البث قبل حوالي أربعة أشهر من انطلاق المباريات، لكن قناة الجزيرة لم تبدأ المفاوضات الفعلية إلا قبل أيام من انطلاق المباريات."
وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" أبدى تضامنه مع قناة الجزيرة الرياضية صاحبة الحق الرسمي في نقل المباريات ، مشددا على مساندته للجزيرة فيما يمكن أن تتخذه من إجراءات قانونية ضد الفاعلين.
وأبدى ملايين المشتركين في باقة الجزيرة الرياضية استياءهم خلال متابعتهم لكأس العالم في حزيران الماضي، وذلك بسبب انقطاع الصورة أكثر من مرة وحالة التشويش والتقطعات في الصورة التلفزيونية والتي تكررت كثيراً خلال المباريات.
يذكر أن التشويش عبارة عن إرسال إشارات تعمل على تعطيل الإشارة الأصلية لمنع استقبالها على الأرض من القمر الصناعي, وهو من الأعمال غير القانونية بموجب المعاهدات الدولية.