يعيش الميلان فترة إيجابية في الدوري الإيطالي بعدما تمكن من الوصول لصدارة البطولة بالفوز المهم على باليرمو، ولهذا تتوقع جماهيره أداءًا جيدًا وانتصارًا غاب طويلًا على جاره الإنتر في مباراة ديربي ميلانو التي ستقام مساء الأحد ضمن الجولة الـ12 للبطولة.
الميلان يدخل اللقاء دون الثنائي أليكساندر باتو وفيليبو إنزاجي وقد يُضاف إليهم أندريا بيرلو ولكنه في المقابل يتملك عديد الأوراق القوية والمؤثرة وأبرزها زلاتان إبراهيموفيتش وماسيمو أمبروزيني وتياجو سيلفا والبرازيليان روبينهو ورونالدينهو.
الميلان يبحث عن الفوز لتعزيز الصدارة وتأكيد طموحاته في الموسم الحالي وأيضًا لتحقيق فوزه الأول في الموسم الحالي على أحد الكبار بعدما تعادل مع لاتسيو وهُزم أمام اليوفنتوس وتعادل وهُزم أمام ريال مدريد وتعادل مع أياكس أمستردام، وفيما يلي نستعرض 5 من العوامل لو طُبقت ووُجدت في أرض الملعب نتوقع أن تُساعد الروسونيري على الفوز.
1- توقف إبراهيموفيتش عن إضاعة الفرص السهلة أمام الكبار.
النجم السويدي هو أحد أبرز نجوم الميلان في الموسم الحالي ويلعب دورًا مؤثرًا في نتائجه الإيجابية من خلال أهدافه سواء التي يُسجلها أو يصنعها وكذلك جهده الكبير داخل المستطيل الأخضر وما يُشكله من عبء وإزعاج كبير لدفاع المنافس، لكنه في نفس الوقت يُعاب عليه إضاعة الكثير من الفرص السهلة جدًا -بالنسبة للاعب مثله- خاصة في المباريات الكبيرة والحاسمة وهو ما يُكلف الفريق خسارة تلك المباريات لأن الفرصة التي تُصنع من الصعب جدًا أن تُعوض ولن نجد مثالًا أفضل على هذا الأمر من مباراة اليوفنتوس التي أضاع بها إبرا كادابرا العديد من الفرص السهلة والتي صنع بعضها بجهده وقدراته العالية والنتيجة كانت الخسارة بهدفين أمام هدف أحرزه بنفسه لكن متأخرًا للغاية.
نجم اليوفنتوس والإنتر سابقًا يجب أن يعي حقيقة صعوبة الحصول على الفرصة في مباريات من ذلك الحجم وأن عليه التركيز الكامل حين يكون أمام المرمى ليُسجل ولا يُضيع، فما يضيع قد يُضيع الفريق بأكمله وتُعد فاعلية إبرا وإيجابيته أمام مرمى كاستيلادزي من العوامل الحاسمة في تحديد نتيجة المباراة.
2- الرقابة المُزدوجة على الكاميروني صامويل إيتو.
حين نعلم أن إيتو أحرز للإنتر 8 أهداف في السيريا آ و7 في دوري الأبطال وهدفين في مباراة السوبر خلال الموسم الحالي نعي تمامًا حجم الخطورة التي يُمثلها هذا الأسد على دفاع أي منافس، خاصة أن أهدافه لم تعرف الفارق بين النادي الكبير والصغير، البطولة المحلية أم القارية، المباريات الداخلية أم الخارجية.
ما يحتاجه الميلان لإيقاف خطورة نجم برشلونة السابق هو الضغط الدفاعي القوي عليه بجانب الرقابة المُزدوجة من لاعبين يمتلكان الكثير من الشراسة في الضغط والقدرة على استخلاص الكرة مع تواجد لاعب ثالث يُراقب الموقف ويكون مستعدًا للانقضاض على الكرة إن أفلت بها الكاميروني، وقد ينال الميلان مساعدة مهمة من رافا بينيتيز تتمثل في إخراج إيتو من منطقة الجزاء وجعله يلعب في الجانب الأيسر مما يحد من خطورته في تسجيل الأهداف لكنه لن يؤثر على قدراته في صناعتها وهو ما يجب أن يحذر منه دفاع الروسونيري خاصة تياجو سيلفا الذي أراه الأقدر والأفضل لرقابة الكاميروني.
3- الضغط المباشر والقوي على ديان ستانكوفيتش ومنعه من التسديد.
معلومة مهمة يجب ألا ينساها الميلان والمدرب ماسيميليانو أليجري وهو أن النجم الصربي تمكن من تسجيل 6 أهداف في مرمى الميلان 4 منها كانت بالقميص النيرادزوري و2 حين كان أحد نجوم فريق لاتسيو والمثير أن الإنتر فاز في 3 مباريات من الـ4 التي سجل بها اللاعب وخسر الرابعة، تلك المعلومة تُوضح أن ستانكوفيتش يُعد "بُعبُع" الميلان في مباريات الديربي إن صح التعبير وإن كان هناك معلومة أخرى قد تمنح بعضًا من الطمأنينة لجمهور الروسونيري وهي أن ستانكوفيتش لم يُسجل أبدًا في مرمى كريستيان أبياتي حيث سجل 3 أهداف في مرمى ديدا والرابع سكن شباك ماركو ستوراري.
ما سبق من معلومات تؤكد أهمية توخي نجوم الميلان الكثير من الحذر في التعامل مع اللاعب الصربي والضغط عليه بمجرد استلامه الكرة على مسافات قريبة أو متوسطة من مرمى الروسونيري حيث أن جميع أهدافه كانت من تسديدات غاية في الإتقان، هذا الدور أراه الأفضل للثنائي أمبروزيني وبواتينج أو فلاميني لأنهم الأسرع والأقوى في الضغط الدفاعي ومن الصعب تخطيهم من ديان صاحب المهارة الفردية الجيدة لا أكثر والمهم أن يكون الضغط مُزدوجًا وقويًا وشرسًا ولا يترك للاعب أي فرصة لمحاولة إرسال أحد صواريخه نحو أبياتي.
4- الهجوم عبر الأطراف، فهي نقطة ضعف الإنتر الواضحة.
الإنتر سيفتقد في مباراة الغد للبرازيلي دوجلاس مايكون مما سيمنح الفرصة لدافيدي سانتون للتواجد في الجانب الأيمن وكالمعتاد سيلعب كريستيان كيفو في الجانب الأيسر، ذلك الثنائي أراه نقطة الضغف الأوضح لدى النيرادزوري دفاعيًا وهجوميًا خاصة أن بانديف وإيتو سيتواجدان في الأطراف الأمامية مما يعني تراجع القدرة الدفاعية في تلك المنطقة من الملعب.
لهذا على الميلان أن يهاجم عبر أطراف الملعب ويضغط بقوة على الثنائي كيفو وسانتون وقد ظهر خلال مباريات سابقة معاناة الأول خاصة مع الضغط الدفاعي القوي لغياب الدعم من المهاجم المتواجد أمامه، تلك المعاناة ستزيد كثيرًا بغياب كامبياسو عن اللقاء لأن زانيتي مهما بلغت قدراته البدنية لن يستطيع الصمود طوال المباراة بالتحرك في منطقة الوسط بالكامل بجانب أن ستانكوفيتش يميل للتقدم الهجومي أكثر وهو ما قد يخلق المساحات في الوسط وأمام الأطراف الدفاعية، لهذا على رونالدينهو وسيدورف وإبرا وروبينهو وفلاميني وبواتينج أو أيًا من لعب منهم الضغط بقوة هنا لمحاولة فصل الخط الخلفي عن الأمامي وفي نفس الوقت استغلال الأخطاء الدفاعية والوصول لمرمى كاستيلادزي.
5- استخدام التغييرات في الوقت المناسب والهدف المبكر له فعل السحر والسرعة عامل حيوي للغاية.
كثيرًا ما انتُقد أليجري نتيجة تأخره في التغييرات خلال مباريات الموسم الحالي التي كان يعاني بها الميلان أو كان متفوقًا خلالها لكنه بحاجة لإجراء تغيير ما يحافظ به على تفوقه، الأمر تكرر في الكثير من المباريات الكبيرة والصغيرة وعلى المدرب أن يتلافاه خلال لقاء الديربي القادم وإلا لن تكون العواقب سليمة وإيجابية.
الفريق عليه أن يدخل اللقاء بالطريقة السليمة ومحاولة الضغط على دفاع الإنتر وتسجيل هدف مبكر يُربك به حسابات منافسه ويمنح الثقة للفريق وجماهيره وكذلك الهدوء والطمأنينة والأهم هو تأثيره الفني حيث سيسمح للفريق باللعب بهدوء وأسلوب متزن دفاعيًا مع المباغتة بالهجمات المرتدة السريعة القادرة على إزعاج دفاع الإنتر كثيرًا، هذا عكس ما سيحدث إن تقدم الإنتر لأنه لحظتها سيمتلك زمام المبادرة ويُجبر الميلان على التقدم بحثًا عن التعديل وهنا مشكلة قد تكون كبيرة.
السرعة عامل حاسم للغاية في أداء الميلان، السرعة في التمرير والانطلاق والتسديد وبناء الهجمات والارتداد الدفاعي والانتشار الهجومي والتخلص من الكرة وكل ما يتعلق في الجوانب الفنية الخاصة بالفريق فرديًا وجماعيًا والأهم سرعة اتخاذ القرار وسرعة تنفيذه، الإنتر فريق يُعاني أمام الفرق صاحبة السرعة في كل شيء وقد رأينا ذلك واضحًا أمام توتنهام وعلى الميلان أن يلعب بمجموعة تمتاز بالسرعة والحيوية لكي يُزعج النيرادزوري ويتغلب عليه.