يحكى أنّ أحد الأطفال كان لديه سلحفاة يطعمها ويلعب
معها وفي إحدى ليالي الشتاء الباردة جاء الطفل
لـ سلحفاته العزيزة فوجدها قد
دخلت في غلافها الصلب طلباً للدفء
فـحاول أن يخرجها فأبت ضربها
بالعصا فلم تأبه به صرخ فيها فزادت
تمنعاً .
فـ دخل عليه أبوه وهو غاضب وقال له :
ماذا بكـ يا بني
فـحكى له مشكلته مع السلحفاة فـ ابتسم الأب
وقال له : دعها وتعال معي
ثم أشعل الأب المدفأة وجلس بجوارها هو والابن يتحدثان
ورويداً رويداً وإذ بالسلحفاة تقترب منهم طالبة الدفء .
فـابتسم الأب لـطفله وقال :
" يا بني الناس كـالسلحفاة إن أردتهم أن ينزلوا عند رأيك
فأدفئهم بعطفكـ، ولا تكرههم على فعل ما تريد بـ عصاكـ
وهذه إحدى أسرار الشخصيات الساحرة المؤثرة في الحياة
فهم يدفعون الناس إلى حبهم وتقديرهم ومن ثم طاعتهم
عبر إعطائهم من دفء قلوبهم ومشاعرهم
الكثير والكثير .
كذلكـ البشر لن تستطيع أن تسكن في قلوبهم إلاّ بدفء
مشاعرك وصفاء قلبك ونقاء روحك .