يا طفلة
أحبك، أحب دموعكي، أحب ضحكتكي، أحب بكائكي، أحب ابسامتكي.
لكن الحقيقة أني أحبُ أن أضمكي إلى صدري. أحبُ أن أضمكي إلى صدري حتى نتذكر أيامنا الماضية. أيامنا التي قضيناها خلسةً من خلف النظرات، من خلف الأفكار، و الهمسات، والأبتسامات. أحب أن أضمكي لا أن أكلمكي. لأني أحبُ صمتكي، ذاك الصمتُ الذي حببني فيكِ، الذي جعلني أعشقك جعلني أموت فيك. أدعوكِ لأن نعود لتلك الأيام الماضية التي كنا نسترقُ فيها النظراتِ بعيداً عنْ أعين الناس، بعيداً عمن حولنا،فأحلى ما في الحب تلك النظرات. كان كلٌ منا لا يعرف صوت الآخر ولكن روحينا كانتا تعرفان بعضهما. كانتا تلتقيان في كل ليلةٍ قبل أن ننام و تبقيانِ تتسامران حتى الصباح ونحن كنا لا نزالُ لا نجرىء على أن نلتقي. كانت روحانا أكثر جرأة منا فتجرأتا على الأقتراب من بعضهما قبل أن نتجرأ على النظر في بعضنا.
أحب أن أمسك يديكي و أن تداعب أصابعي أصابعكي حتى أشعر بالدفىء. حتى أحس بالحبِ الذي في داخلكي حتى أحس بالطفولة التي مازالت فيكِ فأنا مغرمٌ بتلك الطفولةِ التي لم يستطع كلٌ منا التخلي عنها. تلك الطفولة التي لم تغادر وجنتيكي و آه من وجنتيكي ففيهما ملحمة الحب، ملحمة الطفولة، ملحمة عذاب المحبين.
لا زلت لا أستطيع نسيان تلك النظرات فهما سحرتاني. جعلتاني عاجزاً عن الكلام ففيهما تجسدت البرأة وتجسدت الطفولة وتجسدت المشاعر الصادقة.
وأنا أصر على أن أشبهكِ بالأطفال لأن أجمل الحب هو حب الأطفال ذاك الحب الصافي المنقى إلا من دفىء المشاعر ومن صمت الأحاسيس. المنقى من الكذب و الخيانة. ذاك الحب الذي يهدف إلى الحب.
فتباً لحب الكبار الذي يهدف إلى الخيانة .
أحبك.
أحبك حب أطفال صغار لم يولدوا. أحبك حب طيورٍ لم تستطع بعد الطيران. حب شمس لم تتعلم بعد الشروق وكل ما أريد منكِ الآن أن تعرفي أنني أحببت روحك الصغيرة. أحببت نظراتك الباسمة. أحببت همساتك الرقيقة. أحببت ابتسامتك المشرقة.أحببت لمستك الدافئة. أحببت أحلامك الصغيرة، أحببت حبك الصادق الذي لم يستطع أن يخبىء نفسه.
وإذا أردت أن تعرفي كم أحبك فأحصي كم كلمة حب ذكرت فيما قلت و اضربيها بمقدار حبك لي وستجدين أن الناتج هو؟!!!!