قال رئيس شعبة الإستخبارات في جيش العدو الإسرائيلي (أمان) عاموس يدلين، في جلسة خاصة للجنة الخارجية والحرب في الكنيست الثلثاء قبل مغاردته منصبه إن على أعضاء الكنيست ألا "تختلط" عليهم الأمور جراء الهدوء الأمني الحالي في المنطقة. وقدّم صورة غير متفائلة للأوضاع، حسب موقع "يديعوت أحرونوت"، مؤكداً أن سوريا تعاظم من قوتها وقدراتها العسكرية وكذلك الحال لدى حزب الله اللبناني وحركة حماس، لافتاً إلى أن أي مواجهة في المستقبل ستندلع في عدة نقاط وستحصد العديد من القتلى لم تشهدها المواجهات السابقة .
في الشأن السوري, زعم يدلين أن "روسيا تزود سوريا بمنظومات مضادة للطائرات هي الأكثر تطوراً". وقال "هذه المنظومات قد تعيد الجيش الإسرائيلي وسلاح الجو الى ما كان عليه الوضع في سنوات السبعين عند القناة (السويس)", مؤكداً ان "هذا الامر من شأنه أن يعيد الجيش الإسرائيلي للفترة التي كانت إبان حرب الاستنزاف في العام 1973" .
وأقتبس جملة من كتاب رئيس الكيان الإسرائيلي وقائد سلاح الجو الإسرائيلي السابق اليعزر وايزمان وهي "الصاروخ الذي لوى الجناح (الطائرة)" في اشارة الى استخدام القوات المصرية صواريخ SA-6 المضادة للطائرات والمتنقلة، التي فشل سلاح الجو الإسرائيلي في سبيعنيات القرن الماضي التغلب عليها وتدميرها بسبب سهولة نقلها من مكان الى اخر في سيناء.
وأضاف أن صواريخ الدفاع الجوي التي لدى سورية تعتبر رخيصة مقارنة بصواريخ منظومة الدفاع الجوي الروسية إس-300. لكنه تدارك وقال إنها "فعالة ومدمرة" بنفس الدرجة.
كما قال إن روسيا تعمل على تطوير منظومة الأسلحة القديمة لدى سوريا. وأشار الى أن سوريا تقوم بـ"حملة مشتريات مكثفة" من صناعات الأسلحة الروسية وأن "كل ما يصدر عن خطوط التصنيع الروسية يصل الى سوريا".
وعن حزب الله، ادعى يدلين أن "الحزب يواصل تطوير قدراته، وأن ما يصل لسوريا من أسلحة متطورة قد يصل الى حزب الله إن طلب ذلك". وقلل يدلين من "إمكانية أن يقوم حزب الله بفرض سيطرته على لبنان بالقوة في حال أصدرت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان قرارها الظني، على الرغم من أن لدى الحزب القدرة الكافية لبسط سيطرته خلال ساعات"، حسب تعبيره .
وفي الشأن الإيراني، ألمح يادلين إلى أن "لدى إسرائيل اليوم معلومات إستخبارية اكثر مما كان عليه الوضع في السابق". إذ زعم أن "التغطية الإستخبارية لدى اسرائيل اليوم أصبحت أفضل بكثير في ميادين استخبارية مركزية كانت غامضة في السابق". وأعتبر أن "ايران هي التهديد الأكبر لإسرائيل والمنطقة بأسرها". وادعى أن "وتيرة تقدم المشروع النووي الإيراني أقل سرعة مما كانت ترغب الجمهورية الإسلامية"، وعزا ذلك لأسباب تقنية. لكنه زعم أن "لدى ايران اليوم مادة نووية كافية لإنتاج قنبلة نووية واحدة، وسيكون بمقدورها قريباً توفير المواد الكافية لإنتاج قنبلتين" .
وحول قدرات ايران الصاروخية، قال يادلين إن "صواريخ عاشوراء يصل مداها الى أكثر من 4 الاف كلم وستكون عملية نهاية العام الحالي". وزعم ان "انتاج الصواريخ يواجه مشاكل تقنية لم يتم التغلب عليها حتى الآن". وقال ان "فرض العقوبات الأخيرة على طهران كان بمثابة مفاجأة للإيرانيين، وان العقوبات اثرت على الأوضاع الإقتصادية في ايران".
فلسطينياً ، فقد زعم يدلين ان قوة حماس تعاظمت و"نجحت بتهريب كميات كبيرة من الأسلحة وصواريخ فجر". وقال يادلن مهددا إنه لو وقعت حرب أخرى ضد غزة (عملية رصاص 2)، فالوضع سيكون مختلفا كليا عن الحرب الأولى (الرصاص المصبوب 1) وأن الوضع سيكون صعب جدا، مرجحا أن تطلق من قطاع غزة كميات كبيرة من الصواريخ ووقوع عدد كبير من القتلى الإسرائيليين، كما ستطلق الفصائل في غزة عدد كبير جدا من الصواريخ المضادة للدبابات الإسرائيلية .
وحسب اقوال يدلين، فإن أعداء "إسرائيل" يجهزون أنفسهم لحرب أخرى معنا وهذه الحرب ستقع على عدة جبهات وربما على جبهة واحدة او أثنتين وربما أكثر من جبهة .
وحول المصالحة بين حماس وفتح، قال يدلين "احتمالات المصالحة بين حماس وفتح ضئيلة جدا". وحسب أقواله فإن "احتمال اندلاع انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية أيضا هو احتمال ضئيل". اضاف "اما حول المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، فقد أكد يدلن أن السلطة الفلسطينية نفخت أكثر من اللازم في قضية تجميد الاستيطان، وهم عبر قضية تجميد الاستيطان يحاولون الالتفاف على المفاوضات مع إسرائيل، لكي يتوصلوا في المرحلة الأولى لاعتراف بدولة فلسطينية مع الأمريكيين أولا ومن ثم في مجلس الأمن وربما عبر الجمعية العمومية" .
وخلص يدلين الى القول إن المنطقة تشهد عمليات جدية لتعزيز القدرات العسكرية لدى سوريا وحزب الله وحماس وأن المواجهة المقبلة لن تكون مثل الحرب الأخيرة على قطاع غزة أو حرب تموز 2006 على لبنان، وان المواجهة المقبلة قد تندلع في جبهتين أو ثلاثة، وانه لا يمكن قراءة المستقبل استناداً الى الحربين على لبنان وغزة، لأن المواجهة المقبلة ستكون أكبر بكثير وأوسع وستوقع عدد أكبر من الضحايا . وقال إنه خلال ولايته التي استمرت 5 سنوات، تم استبدال إثنين من رئاسة هيئة أركان الجيش، وثلاثة وزراء للحرب، ورئيسين للحكومة، إضافة إلى خوض حربين، ومعالجة برنامجين نوويين فقط .
ورجحت "يديعوت أحرونوت" في موقعها على الشبكة أن يكون حديثه عن البرنامجين النووين إشارة إلى البرنامج النووي الإيراني، وما أسمته بـ"البرنامج النووي السوري" .