لا يعيش الإنتر أفضل أيامه في الموسم الحالي وربما هي الأصعب عليه منذ عدة سنوات بعدما تراجعت نتائجه المحلية والقارية وآخرها التعادلين المُخيبين ضد بريشيا وليتشي في السيريا آ مما أعاد الفريق للمركز الرابع في جدول الترتيب، لهذا يرى الفريق في مباراة ديربي ميلانو القادمة الفرصة الحقيقية للخروج من الأزمة والعودة للطريق السليم مثلما كانت كذلك بالفعل في إياب الموسم الماضي.
معاناة النيرادزوري لا تتوقف عند النتائج بل امتدت للإصابات التي تُبعد الكثير من نجوم الفريق عن خدمه المدرب الإسباني رافا بينيتيز والذي سيفتقد في الديربي لخدمات كل من جوليو سيزار ومايكون وصامويل ومونتاري وماريجا وتياجو موتا ولكنه في المقابل يمتلك عدد من النجوم لديهم كل القدرات اللازمة لهزيمة الميلان وخاصة الثنائي ميليتو وإيتو في الهجوم والبرازيلي لوسيو في الدفاع بجانب مايسترو الوسط شنايدر ومُرعب الميلان ستانكوفيتش.
رافا بينيتيز لا يمتلك ذلك الرصيد الكبير من التقدير والإعجاب لدى جماهير الإنتر وذلك ربما يكون طبيعي مقارنة بالنتائج الحالية وكذلك حين يُوضع في مقارنة مع سلفه جوزيه مورينهو، ولهذا سيعمل المدرب على إنعاش ذلك الرصيد بالفوز في المباراة الأهم والأكبر لتلك الجماهير والتي ستمكنه كذلك من العودة لطريق الانتصارات وتأكيد جاهزيته للمنافسة على كل شيء، وفيما يلي نستعرض 5 من العوامل لو طُبقت ووُجدت في أرض الملعب نتوقع أن تُساعد النيرادزوري على الفوز.
1- الضغط من البداية وافتتاح التسجيل في المباراة.
الميلان هذا الموسم خسر مباراتين وتعادل في مثلهما ضمن السيريا آ وفي 3 من الـ4 مباريات كان المنافس هو البادئ بالتسجيل والميلان العاجز عن العودة، هذا يُيرز أهمية افتتاح التسجيل من جانب الإنتر خلال مباراة الديربي وليس العكس.
جوزيه مورينهو كان يعي هذا الأمر تمامًا وقد لعب عليه دائمًا في المواجهات ضد الميلان والفرق الكبيرة عمومًا وعلى رافا بينيتيز أن يسير على نفس النهج بأن يبدأ المباراة بقوة وشراسة هجومية بهدف التقدم بالنتيجة حتى يُربك نجوم الروسونيري ويُشتت ذهنهم بجانب إحداث التأثير الفني المتمثل في إجبار الميلان على التقدم للهجوم وبالتالي خلق المساحات الفارغة في مناطقه الدفاعيه وهي التي يُجيد جدًا الإنتر استغلالها كما رأينا في المباريات السابقة، حدوث العكس وتقدم الميلان بالهدف الأول سيعكس الصورة ويجعل الميلان أفضل ذهنيًا وفنيًا وقادرًا على فرض أسلوبه بالدفاع القوي والهجمات المرتدة السريعة التي سيعاني منها الإنتر كذلك.
2- الحذر من انطلاقات ماسيمو أمبروزيني.
قد لا يُدرك البعض أهمية قائد الميلان للفريق خاصة التوازن في الأداء الدفاعي والهجومي في وسط الملعب، ذلك لأنه ليس من المُفضلين إعلاميًا وليس من صاحب العلاقات الكبيرة برجال الصحافة والمدربين بل هو لاعب مجتهد للغاية يمتلك قدرات كبيرة ويُقدم مستويات رائعة تجعله ضمن أفضل لاعبي الوسط في الكالتشيو خلال السنوات الماضية.
أمبروزيني كان نقطة القوة المفقودة في الميلان خلال الشهر الماضي ومن سوء حظ الفريق أنه واجه اليوفنتوس وريال مدريد دونه وإلا لكان الوضع مختلفًا، اللاعب يُقدم أداءًا تكتيكيًا قويًا في الجانب الدفاعي لكنه ليس محور حديثنا الآن بل دوره الهجومي هو المهم لأنه دائمًا ما يتقدم بشكلٍ خاطف ومفاجئ سواء للعب هجمة جماعية كما حدث أمام باليرمو أو لممارسة هوايته بتسجيل الأهداف من التمريرات العرضية حيث يمتاز جدًا بالكرات الرأسية وقد سبق لأنشيلوتي أن استخدمه في مركز رأس الحربة خلال الطوارئ، لهذا على لاعبي وسط النيرادزوري الحذر الكبير والانتباه الشديد لقائد الميلان ومراقبته والضغط عليه مبكرًا كلما تحرك من الخلف للأمام وهذا لن يكون سوى بالثنائي زانيتي وستانكوفيتش.
3- اللعب على الأطراف وزيادة مساحة الملعب عرضيًا.
تأكد خلال المباريات السابقة أن الميلان يعاني بقوة من أطرافه الدفاعية وأنها نقطة ضعفه الأكيدة وأنه في المقابل قوي من عمق الملعب بتواجد الثنائي سيلفا ونيستا بجانب قوة الوسط دفاعيًا خاصة بتواجد أمبروزيني وجاتوزو وفلاميني أو بواتينج فهم جميعًا أصحاب قدرات دفاعية كبيرة، ولهذا على الإنتر أن يبتعد عن عمق الملعب ويهاجم الروسونيري عبر الأطراف حتى يستغل نقطة ضعفه وفي نفس الوقت يُرهق لاعبيه.
إرهاق لاعبي الميلان يكون عبر إجبارهم على التحرك عرضيًا بشكلٍ دائم وهذا بهدف التغطية على الأطراف الدفاعية وحديثنا طبعًا عن مجموعة الوسط، ما أقصده هو أن يتحرك بانديف وإيتو على خطي التماس تقريبًا بما يُجبر فلاميني وأمبروزيني أو بدلائهما بالتحرك معهما وهذا يؤدي لإرهاقهما بجانب خلق المساحات في عمق الملعب مما يُسهل من مهمة شنايدر وميليتو وستانكوفيتش في التحرك داخل ذلك العمق واستخدام المهارة الأبرز لديهم وهي التسديد من بعيد.
4- عودة دييجو ميليتو لمستواه أو خروجه من الملعب.
لابد أن يعود الأمير لمستواه القوي خلال الموسم الماضي ويعود لنجاعته التهديفية المُخيفة للمنافسين وإلا فعلى رافا بينيتيز أن يُجلسه بالفعل على مقاعد البدلاء وأن يُقلص من مساحة تواجده داخل الملعب لأنه ببساطة يؤثر سلبًا على خط الهجوم بالكامل وتحديدًا من نقطة خروج إيتو من منطقة الجزاء وانتقاله للعب في الجانب الأيمن مما يُقلل كثيرًا من خطورته وأهدافه.
ميليتو إن استعاد مستواه الرائع خلال مباراة الديربي سيكون ضيفًا ثقيلًا ومُزعجًا للغاية لدفاع الميلان وسيتسبب في صحوة هجومية كبيرة ومنتظرة للإنتر، هذا لأنه اللاعب الذي يمتلك كل مهارات الهجوم بجانب التمركز السليم داخل المنطقة والقدرة على التحرك الإيجابي خارجها وقبل كل هذا قدرته التهديفية الكبيرة سواء بالرأس أو القدمين وبالتأكيد سيُشكل ثنائي ممتاز مع إيتو كما حدث في نهايات الموسم الماضي، لكنه إن واصل الظهور بمستواه السلبي كما هو حتى الآن سواء نتيجة الإصابة أو غيرها فهذا سيساعد دفاع الروسونيري كثيرًا ويُعد خدمة كبيرة من الإسباني تجاهه لأنه أولًا سيمنحهم لاعبًا عاديًا داخل منطقة الجزاء يسهدل التعامل معه وثانيًا سيُبعد عنهم أسدًا جسورًا مستعدًا لافتراس مرمى أي منافس والتسجيل في شباكه، صحيح أن إيتو يبقى خطيرًا خارج المنطقة ولكنه دون شك أقل كثيرًا من تواجده داخل المنطقة.
5- ابتعاد رافا بينيتيز عن التجارب والمغامرات اللامحسوبة.
المدرب الإسباني قام بأكثر من حركة فنية غريبة خلال مباريات الموسم الحالي منها مثلًا إقحام سانتون في مركز الجناح الأيمن في مباراة توتنهام وإشراك كوردوبا بدلًا من مايكون في مركز الظهير الأيمن خلال مواجهة بريشيا، حين سئل عن الأولى قال هي للتجربة ولكنه لم يُسأل أو يُفسر الثانية وكذلك لم يُفسر تواجد شنايدر في محور الارتكاز أمام بريشيا.
تلك التجارب والمغامرات اللامحسوبة لن تكون ذات ترحيب في مباراة اليوم بين العملاقين لأن العقاب هنا سريع ومباشر على كل خطأ ووضع الفريق الحالي لا يتحمل مثل تلك المغامرات، مثلًا وجود زانيتي في الدفاع وسانتون في الوسط سيكون كارثي وكذلك إعادة شنايدر للوسط الدفاعي واللعب بكوتينهو أمامه سيكون خدمة للميلان ... تلك مغامرات يقوم بها المدرب في التدريبات والمباريات الودية أو السهلة وبعد حسمها وليس في ديربي بحجم ديربي ميلانو حتى لو تقدم الفريق بهدفين وثلاث وربما 4.