هناك اضطرابات تحدث خلال النوم تؤثر على جودة النوم وتزعج المصاب بها. من هذه الاضطرابات ما يصيب الأطراف السفلية وفي حالات نادرة العلوية وتحدث خلالها أحاسيس غريبة تمنع المصاب من النوم أو تحدث حركات أثناء النوم تؤثر على استمرارية النوم وتسبب تقطعه مما يؤثر على نشاط المصاب بالنهار. الكثير من المصابين بهذه الاضطرابات لا يجدون التشخيص الصحيح ومن ثم العلاج المناسب في أكثر الأحوال رغم توفر العلاج الفعال وذلك بسبب أن الكثير من الممارسين في القطاع الصحي ليس لديهم خلفية جيدة عن هذا الاضطراب. لذلك أردنا هنا أن نتحدث عن هذا الاضطراب الشائع نسبيا وأن نركز على وجود علاج فعال له. هناك اضطرابان أساسيان هما حركة الأطراف الدورية ومتلازمة الساقين غير المستقرة.
@ ما هي متلازمة الساقين غيرالمستقرة؟
- متلازمة الساقين غير المستقرة عبارة عن إحدى اضطرابات النوم، وتتميز بأحاسيس غريبة وغير مريحة في الساقين يمكن أن تحدث في أي وقت من اليوم ولكنها عادة ما تحدث بكثرة قبيل النوم وينتج عنها رغبة شديدة في تحريك الرجلين أو حتى المشي، ونتيجة لذلك يجد المصاب صعوبة في النوم ومن ثم الأرق.
@ ما نوعية الإحساس الذي يشعر به المريض في ساقيه؟
يصف المرضى إحساسهم بأوصاف مختلفة منها:
@ الشعور بأشياء تزحف على الأرجل.
@ الشعور بالتنميل وأحياناً الفتور في الأرجل.
@ أوجاع وآلام في الساقين مبهمة وصعبة الوصف.
@ الرغبة الشديدة والدائمة لتحريك الساقين وقت النوم.
وأحب أن أوضح أن التنميل وفتور الأطراف الناتج عن انقطاع الدم بسبب النوم في أوضاع خاصة لا يمثل هذه المتلازمة.
@ ما هي الأشياء التي يمكن المريض عملها لتخفيف هذه الأعراض؟
- يصف المرضى المصابون بهذا الاضطراب أن الشيء الوحيد الذي يريحهم هو تحريك الساقين والقدمين أو النهوض والمشي. وللأسف ينتج عن هذا الأرق وعدم القدرة على النوم، ولهذا السبب يعاني هؤلاء المرضى من التعب والإجهاد الدائمين وفي بعض الأحيان زيادة النعاس، وعدم القدرة على التركيز خلال النهار بسبب عدم حصولهم على النوم الكافي كماً وكيفاً خلال الليل.
@ ما هي مسببات هذا الاضطراب؟
- يعتبر السبب وراثياً في 30% من المصابين. أما في البقية فإن السبب لا يكون عادة معروفاً بالتحديد، ولكن هذه المتلازمة تحدث بصورة أكبر عند فئة معينة من الأشخاص المصابين بأحد الأمراض التالية:
@ نقص مخزون الحديد في الجسم.
@ تضيق وتصلب شرايين الأطراف السفلية.
@ مرض السكر.
@ الفشل الكلوي.
@ الإدمان على الكحوليات.
@ كما أن نسبة الإصابة ترتفع خلال فترة الحمل.
كيف يستطيع المختصون في مركز اضطرابات النوم مساعدة المرضى المصابين بهذا الاضطراب؟
وبعد التأكد من التشخيص والذي يعتمد في الأساس على وجود الأعراض الكلاسيكية للاضطراب يتم صرف العلاج. ويتكون العلاج من أقراص تصرف حسب حاجة كل مريض، والاستجابة للعلاج تكون جيدة عند أغلب المصابين. كما يتم عمل الاختبارات اللازمة لاستبعاد الأمراض التي قد تسبب الاضطراب مثل نقص مخزون الحديد في الدم.
@ ما هي حركة الأطراف الدورية؟
- حركة الأطراف الدورية هي أحد اضطرابات النوم، وتتميز بنوبات متكررة من حركة الأطراف (عادة الأطراف السفلى) خلال النوم، ينتج عنها عدم استقرار النوم وجعل النوم خفيفاً، الأمر الذي يمنع المصاب من الوصول إلى مراحل النوم العميق المهمة لراحة الجسم. وهناك علاقة بين اضطراب حركة الأطراف الدورية ومتلازمة الساقين غير المستقرة، حيث ان الكثير من المرضى يكونون مصابين بكلا الاضطرابين.
@ ما هي الحركة التي تحدث في الأطراف خلال النوم؟
- عادة ما تحدث الحركة في إصبع القدم الكبير، في حين يكون الكاحل والركبة والورك في حالة انثناء بسيطة. ويحدث انقباض العضلات بصورة متكررة كل 20- 40ثانية، ويستمر كل انقباض لمدة نصف إلى خمس ثوان، وقد تكون الحركة بسيطة ولا تستطيع العين غير الخبيرة اكتشافها، ولكنها كفيلة بجعل النوم غير مستقر ومتقطعا.
@ ما هي أعراض هذا الاضطراب؟
@ الأرق: وجد في إحدى الدراسات الطبية أن هذا الاضطراب يتسبب في 17% من حالات الأرق.
@ زيادة النعاس خلال النهار: وجد أيضاً في الدراسة السابقة أن هذا الاضطراب تسبب في 11% من حالات زيادة النعاس خلال النهار.
@ الحركة التي قد توقظ المريض، وفي بعض الأحيان الشخص الذي يشاركه السرير.
@ ما هي مسببات هذا الاضطراب؟
سبب هذا الاضطراب غير معروف بالتحديد ولكن هناك علاقة بين هذا الاضطراب ومتلازمة حركة الساقين غير المستقرة. كما أن نسبة الإصابة بكلا الاضطرابين تزداد عند كبار السن.
@ كيف يستطيع المختصون في مركز اضطرابات النوم مساعدة المرضى المصابين بهذا الاضطراب؟
المرضى المصابون بهذا الاضطراب تجرى لهم دراسة النوم لتأكيد التشخيص أو نفيه حيث ان الأعراض لا تكفي للتشخيص. كما أن تخطيط النوم مهم لتحديد مدى تأثير الحركات على استقرار النوم. وبعد التأكد من التشخيص يتم صرف العلاج والذي يتكون من أقراص تؤخذ قبل وقت النوم. وهناك أكثر من نوع من الأقراص تصرف حسب حاجة كل مريض، والاستجابة للعلاج تكون عادة جيدة عند أغلب المرضى