البيت الزجاجي الكبير
هل سيأتي اليوم الذي نجد أنفسنا فيه نعيش داخل بيت زجاجي كبير ؟؟؟
كل الدلائل والدراسات البيئية تشير إلى أننا مقبلون على حقبة مخيفة وتغير مناخي سمته الأساسية ارتفاع درجة حرارة الأرض لدرجة قد تصبح الكرة الأرضية أشبه ما تكون ببيت زجاجي كبير .
ويبدوا أن الاتجاه نحو هذه التغيرات يجري بمعدل أسرع مما كانت تتنبأ به المعطيات المناجية المعروفة ، إذ تشير تقديرات علمية حديثة إلى أن درجات الحرارة في أجزاء مختلفة من الكرة الأرضية سترتفع بمقدار ضعف ما كانت تتوقعه الدراسات المنا خية.
إذاً فالمشكلة قد بدأت فعلاً حيث يرى المدافعون عن البيئة أن ما تشهده بعض البلدان من فيضانات في الوقت الحاضر ما هو إلا النذير المبكر لتأثير التغيرات المناخية المتوقعة والمتعلقة بالانحباس الحراري .
ترى ماهو سبب هذه التغيرات ؟ ومن هو المسؤول عنها ؟؟
بلا شك أن التلوث الناشيء من انبعاث العديد من الغازات والناتجة من احتراق الغاز الطبيعي والنفط والفحم ( الوقود الحفري ) هو سبب هذه الظاهرة .
تشير أصابع الاتهام إلى غاز ثاني أكسيد الكربون بالذات وتحمله الجزء الأكبر من هذه المشكلة .فمستوى انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون والذي تقدر بعض جهات الاختصاص إلى أنه قد يصل إلى 40 مليار طن في نهاية القرن الحالي بزيادة تقدر بثلاثة وثلاثين مليار طن سنويا( حالياً سبعة مليارات طن سنويا) قد يؤدي إلى الاندثار الكمي للغابات وانهيار جبال ثلوج القطب مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى مياه البحار وحدوث الفيضانات المدمرة والتي ستقضي على مناطق ساحلية شاسعة . وانخفاض مستوى الإنتاج الزراعي في العالم بالإضافة إلى تنامي العديد من المشاكل الاقتصادية والتنموية والغذائية .
لماذا ثاني أكسيد الكربون بالذات ؟ ماهي الخصائص التي يتميز بها هذا الغاز عن غيره من الغازات والمواد الملوثة التي تملأ هواء الكرة الأرضية .
ببساطة نقول إن غاز ثاني أكسيد الكربون يشبه الزجاج في خصائصه الضوئية ونفاذ يته للموجات الكهرومغناطيسية، فالمعروف أن الزجاج ينفذ جميع الموجات الكهرومغناطيسية ما عدا الأشعة تحت الحمراء وهي الجزء من اشعة الضوء المسؤول عن الحرارة لذلك تستخدم البيوت الزجاجية كمحميات يتم داخلها استزراع بعض المحاصيل الزراعية الشتوية في فصل الصيف ، فالزجاج عندما تسقط عليه أشعة الشمس تنفذ جميع الموجات إلى الداخل عدا الأشعة تحت الحمراء ولكن عندما تمتص هذه الموجات من قبل المواد الموجودة داخل البيت وتعيد بثها فإن جزءاً من هذه الأشعة ينطلق على شكل أشعة تحت حمراء فلا تستطيع بالطبع الخروج من البيت الزجاجي فترتفع درجة الحرارة داخل البيت ( وهذا أيضاً ما يفسر ارتفاع درجة الحرارة داخل السيارات المغلقة النوافذ ) . فغاز ثاني أكسيد الكربون يقوم بنفس دور الزجاج في البيت الزجاجي فلو تخيلنا الغلاف الغازي المحيط بالكرة الأرضية والمشبع بغاز ثاني كسيد الكربون نجد وكأنه قبة زجاجية تلتف حول الكرة الأرضية ، وعند سقوط ضوء أشعة الشمس على الغلاف الغازي تنفذ جميع الموجات الكهرومغناطيسية عدا تحت الحمراء وعندما تنعكس فإن جزءاً من هذه الأشعة يرتد على شكل أشعة تحت حمراء فلا تستطيع الخروج من الغلاف الجوي الأمر الذي يؤدي إلى انحباس الحرارة داخل الغلاف الهوائي الجوي وارتفاع درجة الحرارة على الأرض
لقد تنبه العالم اليوم لهذه المشكلة وشعر بالخطر المحدق بالكوكب الذي نعيش عليه فعقدت المؤتمرات لمناقشة هذه الظاهرة العالمية ومنها مؤتمر كيوتو الشهير والذي عقد في اليابان عام سبع وتسعين ، وقد دعت تلك الاتفاقية إلى تخفيض ما معدله خمسة في المئة من الغازان الضارة المنبعثة في الدول النامية، باعتبار إنها السبب في الاحتباس الحراري .
موضوعات ذات علاقة .
أثر الاحتباس الحراري على الأرض .
مؤتمر المناخ ( كيوتو ) .
موقف دول العالم من الاتفاقية .
موقف راعية البقر من اتفاقية كيوتو
وهذا أيضا .............