كنا في رحلة عائلية في إحدى القرى البعيدة فأدركتنا صلاة الجمعة ..
في أحد المساجد فحضرنا ..
وبدأ الخطيب خطبته ..
:
بعد أن ح ـــمد الله وأثنى عليه بصوت جهير عن فضل القرآن الكريم ..
فما لبث أن ضرب مثالاً عن واقعنـــآ قائلاً :
:
....... وإذا أردت أن تعرف يا عبدالله كيف حالنا مع كتاب الله ..
فادخل منزلك بعد صلاة الجمعة وأحضِر كرسياً ..
ثم ضعه بجانب خزانة الملابس ..
ثم أصعَ ـــد عليه وتحسّس بيدك فوق الخزانة ..
لتجد كتــآباً مهجوراً قد ترآكم الغ ــــبآر عليه بطبقات كثيرة ..
:
فإذا أمسكت به فارفق به ..
لأن صفح ـــآته قد شارفت على التمزق ،
وبعد أن تمسكه بعناية فائقة ؛
امسح الغ ـــبآر عن جلدته لتجد مكتوباً بالخط العريض ..
~*¤ô القــرآن الكريم ô¤*~
اندهشتُ من كلام الشيخ وأسلوبه الذي يشد السامع ويبهر الناظر بحركاته المعبرة ..
ولكني لم أحسبه إلا أسلوباً من أساليب البلاغة ..
الذي يدفع الناس لقـــرآءة كــلآم الله وحفظه وتدبره وتدآرسه:
..
ولكني تذكرتُ هذه الخطبة التي مضى عنها سنة كاملة قبل يومين ..
عندما كنت جالساً بعد المغرب في المسجد ..
فذهبت لخزانة المصاحف الكبيرة ..الجميلة ..
التي امتلأت بالمصاحف ذات الأحجام المختلفة ..
وفتحتها لأتناول أحد المصاحف ..
:
وبعد أن قرآتُ فيه هنيهةً بدأت أفرك يداي متضايقاً ،..
فنظرتُ فإذا أطراف أصابعي قد بدأت بالاسوداد ..
جراء الغبار المتراكم على هذا الكتاب العظيم ........!!؟
:
يــآ الله :
~*¤ô وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً ô¤*~
ما أنظف سجاد المسجد ..
وما أنظف زجاج خزانة المصاحف ..
وما أعطر رائحة المسجد ..
فجزى الله خادم المسجد خير الجزاء ..
ولكن غبار المصاحف لا يزيله إلاَّ تعاهد هذا الكتاب من أمة القرآن ..
:
~*¤ô ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ô¤*~
اللهم اجعلنا ممن ..
~*¤ô الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب ô¤*~