هذه القصيدة قرأتها من كتاب قديم فشعرت بداخلي برعشة ارجو ان تقرأوها وتعطو أرائكم بأنصاف
خدعُوهَا بسفسطاتِ الهراء
أورَدُوهَا مواردَ الأغبياءِ
أغرقوها في لُجَّةِ الوهْم مكراً
أوهموها بقمَّةِ الكبرياءِ
داعبوا عقلهَا الضعيفَ بكيدٍ
جاهليٍ أعمى الرؤى والرَّواءِ
جردوها من الحياءِ وقالوا:
أنتِ أبهى من السنى والسناءِ
أسكنوها حظيرة الزور قالوا:
أنتِ يا كوكباً بجوِّ السماءِ
أنت بدر الدُّجى فلا تحجبيه
بقَتامٍ يُزري بنور البهاءِ
اكشفي وجهَك الجميلَ وغنِّي
إنما السَّعْدُ في ليالي الغناءِ
والبسي ما حلا وطاب من اللُّبسِ ولا تسمعي لدعوى الغباءِ
وارسمي لوحة ً من الحُبِّ تبدو
شادياتٍ بها طيورُ الحُداءِ
داعبي الكون نشوة ً وتخطي
حاجزَ الصمتِ وانشدي للضياءِ
خدعوها ..ولم تزل في سباتٍ
أعجميٍّ أحلامُهُ كالهواءِ
خدعوها بالفنِّ قالوا سموٌّ
جهلوا أنه سمومُ البغاءِ
وأناخوا مطَّيَهم فوق جرحٍ
ليس يُرجى له قريبُ الشفاءِ
اسألوهم عنها إذا زارها الشيبُ وصارت في حالةٍ شوهاءِ
هل يمدون نحوها كفَّ عطفٍ
أم يدوسونهنَّ تحت الحذاءِ!
خدعوها .. ولم يكن ذاتَ يومٍ
همُّهم دينَها وبذْلَ النقاءِ
هم يريدونها خَواءً من الدين فأين الجمالُ بعد الخواءِ
لم يكن همُّهم سوى جلب عُهْر ٍ
فاضح ٍ في الليالي الحمراءِ
لم يكن همُّهم سوى صفعَ وجهٍ
عربيٍّ يحيا حياة الحياءِ
لم يكن همُّهم سوى بعثِ جيل ٍ
نسلُه من براثن ِ الفحشاءِ
أختَنا يا منارة العزِّ أنتِ
أنتِ كالطَّود في شموخ الإباءِ
أنت رمزُ العفافِ رمزُ النقاءِ أنتِ أختُ الصحابة الأتقياءِ
أنتِ بدرٌ والسافرات ظلامٌ
أنتِ أمُّ البراعمٍ الأبرياءِ
أنت عزٌّ لنا ومجدٌ تليدٌ
أنت نسل الأفاضل الكرماءِ
علميهم أن العفاف ارتقاءٌ
للمعالي أكرم بذا الارتقاءِ
أخبريهم أن الحياءَ حياةٌ
فُقِدت حين أجحفت بالحياءِ
عن كلاب الشهوات لمَّا أرادوا
ملأَ أجفانهم بخُبث النساءِ
ارفعي الرأسَ عالياً واستجيبي
لنداءِ الرحمن للعلياءِ
للجنان الخضراءِ لا تستعيضي
بالتجافي عنها وبالكبرياءِ
خاطبي من تلقفتها الأيادي
ورمتها في محضن الأدعياءِ:
يا دعاة التغريب إنّا أُناسٌ
قد رفعنا جباهنا للسماءِ
عِزُّنا بالإلهِ والفخرُ فينا
بالنبيِّ الكريم والأنبياءِ
عَلَّمونا أن الحياةَ جهادٌ
دون أعراضنا ودون النقاءِ
ما كفاكم في الغرب مليون طفلٍ
أنتجتهم خطيئة الدخلاءِ
أو بصدقٍ أقولُها ملأَ فمّي: نطفةٌ هم نتاجُ أهلِ (الزناءِ)!
ما كفاكم مليار أنثى تنادي
أنقذونا من وطئة الفحشاءِ
وخذونا لديكمو وأرونا
لذةَ العيش في ربى الأنقياءِ
واقتلونا من بعدها إن أردتم
واجعلونا في هيئة المومياءِ
ثم قولوا لقومنا إنَّ ديناً
يحفظ العرض ذاك دين الصفاءِ
خدعوها