لو علمت النجوم بما في قلبي لأرسلت في الليل الحالك شعاعا ً ضويئا َ يخترق نافذتكم ويدغدغ أجفانكم فتحلمون بما في قلبي .
ولكن ...
إذا أغفلتم الستائر هل سيصل الضوء ليوقظكم أم ستبقون غافلين
, بدأت النجوم تطلب مساعدة القمر الذي كان مستيقظا ً وقد احتار فيما يفعل ,
فشعرت الريح بحيرته وسألته عن سبب هذه الحيرة فأخبرها بأن الستار يمنع النور ويشكل غشاوة على الحقيقة , فسا
رعت الريح إلى المساعدة .
هبـّت ونفخت على هذا الستار اللعين فحلـّق ليفتح طريقا ً أمام القمر الذي أشعل حرابه الفضية لتصل إلى صدوركم فتتوقد قلوبكم بنار حبي وشوقي وإذ عدتم وغطيتم وجوهكم بغطائكم الحريري وتوقفت الحراب عن التأثير بكم , ماذا سيفعل القمر , لقد بدأ يغضب منكم ولاحت علامات الغضب على وجهه .
انتبهت فراشة تائهة في الليل
, كانت تتجول تبحث عن مخبأ من الظلام واستغربت غضب القمر ونادت عليه مستفهمة لسبب كل ذلك الحريق في عينيه .
فاسترخى القمر وأخبرها عنكم وعن نومكم الثقيل فابتسمت الفراشة وطارت إلى نافذتكم لتدخل لتدخل تحت الحرير لتحط على شفاهكم فتشعرون بمرار الشوق والانتظار ولعرفتم أن العلقم أكثر مما في قلبي , وها أنتم تتقبلون .
تغادر الفراشة بعد أن أنهت مهمتها وسأترككم تنامون حتى الصباح .
لكن ...
كونوا على ثقة أني لم أنم ولن أنام نوما ً هانئا ً قبل أن أوقظكم على عالم الحب الأبدي.
الشمس الحارقة بدأت تظهر وراء الجبال , لعلها تساعدني قي إيقاظكم وفعلا ً هاهي تصب الضوء في نهر ٍ جار ٍ إلى أعينكم لتسقيها بماء الصباح الأبيض , بدأتم تتحركون وفتحتم أعينكم ثم خرجتم من الغرفة , صحيح أنكم استيقظتم لكن إلى عالم ٍ غير َ عالم ِ الحب ّ , لقد استيقظتم لكي تتناولوا الفطور أما أنا فليس لي رغبة أو حاجة للطعام دونكم .
تحياتي