الاسد يستضيف الحريري في قصر تشرين

أذابت حرارة القبل التي تبادلها الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري لدى استقباله الأخير على مدخل قصر تشرين أمس، جليداً جمّد العلاقات منذ ما يقارب خمس سنوات .وأنهت الزيارة حقبة من القطيعة وجمود العلاقات وأذابت الجليد الذي تحدث مراقبون عن إمكان كسره من خلالها، بالاستقبال الحار الذي تلقاه الحريري على مدخل قصر تشرين، قبل أن يبدآ محادثاتهما، التي تركز على تطوير العلاقات بين البلدين . وبعد جلسة المباحثات المطولة أقام الرئيس الأسد مأدبة عشاء على شرف الحريري .

وأكدت مصادر لبنانية مواكبة للزيارة ل”الخليج” أن الهدف الرئيسي من الزيارة تقديم العزاء للأسد بوفاة شقيقه مجد، فضلاً عن التعارف الشخصي واستكشاف آفاق العلاقات، وكشفت أن زعيم اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط سيزور دمشق خلال الأيام القليلة المقبلة .

وقالت مصادر سورية رسمية ل”الخليج” إن المباحثات جرت في جو مفعم بالودِّ والصراحة، وتم الاتفاق فيها على ضرورة الارتقاء بالعلاقة بين البلدين .

وذكر بيان رئاسي سوري أنه “تم الاتفاق على فتح آفاق جديدة تعزز التعاون بين البلدين في جميع المجالات وتعكس الروابط الأخوية التي تجمع شعبي سوريا ولبنان وتاريخهما المشترك” .

وذكر البيان أن الأسد أكد “تطلع حكومته إلى إقامة علاقات حقيقية واستراتيجية مع لبنان تعود بالمنفعة على الشعبين الشقيقين ومصالحهما وأن العلاقات الطيبة والمتميزة بين سوريا ولبنان تعزز موقف البلدين وقوتهما وتسهم بحماية لبنان والعروبة ووحدة الصف العربي في مواجهة السياسات “الإسرائيلية” المستمرة بانتهاكها للحقوق العربية”، وشدد الأسد على أن “سوريا كانت ولا تزال حريصة على إقامة أفضل العلاقات مع لبنان انطلاقا من قناعتها ومواقفها المبدئية التي تعتبر أن العلاقات المتميزة والاستراتيجية بين البلدين تحمي المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين والعرب جميعاً وأن أمن واستقرار لبنان هو من أمن واستقرار سوريا والعكس صحيح” .

وشدد على أن “سوريا لن تدخر أي جهد يسهم في توطيد علاقات البلدين ووحدة لبنان وتعزيز أمنه واستقراره”، أضاف ان “اللقاء تناول المستجدات على الساحتين العربية والدولية وأهمية التنسيق وتبادل وجهات النظر في القضايا ذات الاهتمام المشترك” .

ووصفت المستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية السورية بثينة شعبان اللقاء الذي جمع الأسد والحريري بأنه كان “صريحاً وإيجابياً وودياً” وبحث “كيفية تجاوز الآثار السلبية التي شابت العلاقات” بين بلديهما، وقالت في تصريحات للصحافيين إثر اللقاء الذي استمر ثلاث ساعات وربع الساعة إن “ذيول المرحلة السابقة بددت والضمانات بألا تتكرر هي إرادة الرئيس الأسد والرئيس الحريري على بناء هذه العلاقة الايجابية والبناءة” .

أضافت “إن اللقاء فتح آفاقاً جديدة تعزز تعاون البلدين في جميع المجالات”، لافتة إلى أن الزيارة ستتبعها زيارات أخرى بهدف “تفعيل العلاقات المؤسساتية بين البلدين”، وأوضحت رداً على سؤال “من دون شك تم كسر الجليد بين الطرفين، واقامة الرئيس الحريري في قصر الضيافة (قصر تشرين) هي كسر للبروتوكول لأن قصر الضيافة يقيم فيه الرؤساء والملوك . الرئيس الحريري حل ضيفاً على الرئيس الأسد وفي هذا تعبير عن حرارة ومودة خاصة” .

أضافت “نوقش ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا وسوف تتخذ خطوات بالشكل المناسب وفي الوقت المناسب”، وقالت “لا شك أن هذه العلاقة ستنعكس ايجاباً على علاقات عربية أخرى” .

ورداً على سؤال عن احتمال زيارة الأسد للبنان قالت شعبان “سوف تكون هناك زيارات متبادلة”، مشيرة الى أن “جو الاجتماع والنقاش، ومن نتائج الاجتماع المهم والمطول، يتبين ان الزيارات سوف تكون متبادلة وقريبة ومتسارعة وسوف تركز على ربط علاقات مؤسساتية بين الوزارات والمؤسسات” .


(( أكيد كلنا تابعنا الخبر ،، لكن حبيت يكون الموضوع بمنتدانا .. ))