الاكتئاب
الاكتئاب هو من الأمراض التي لا يزال انتشارها يتسع يوما بعد يوم. ولقد تنبأ البروفسور Sartorius قبل حوالي عقدين، بازدياد عدد المصابين بالاكتئاب خلال العقود القادمة. وقد اعتمد سارتوريوس، في اعتقاده هذا، على الأسباب التالية:
1- ارتفاع معدل الأعمار (بسب التقدم الطبي).
2- التغيرات النفسية- الاجتماعية. التي تحصل بسرعة كبيرة من شأنها أن تتسبب بالإرهاق والاستنفاذ النفسيين.
3- استهلاك العقاقير التي من شأنها أن تؤدي إلى ظهور الاكتئاب.
4- ازدياد نسب الإصابة بالأمراض المزمنة التي يرافقها الاكتئاب كعارض مرضي.
والآن، وبعد مضي أكثر من عشرين سنة على كلام سارتوريوس، نلاحظ بأنه كان محقا في استنتاجاته. بل نلاحظ بأن الاكتئاب لا يزال يهدد بانتشار أوسع مما هو عليه الآن. أمام هذه الأرقام والوقائع وجب علينا أن نكوّن فكرة علمية وموضوعية حول هذا المرض.
ومن الدراسات التي تناولت موضوع الاكتئاب :
1- الدراسات الدوائية: حيث تمكنت الأدوية مضادة اكتئاب من تقديم الحلول العلاجية لحالات اكتئاب وكان أولها دواء الايميبرامين (Imipramine) قد عرض في مؤتمر زوريخ العام 1958. ثم توالى ظهور هذه الأدوية ولا يزال.
2- الدراسات الوصفية: وهي تحاول إرساء تصنيف موضوعي لحالات الاكتئاب. ذلك أن توزع هذه الحالات على الحضارات المختلفة يصمها بطوابع حضارية واجبة المراعاة. كما أن هذا العدد من المرضى يقدم عناصر متنوعة لجهة وصف الأعراض، كما لجهة سببية المرض، وسبل التعامل معه.
3- الدراسات الإحصائية: وهي تلعب دورا توجيهيا رئيسيا في ظل غياب التصنيفات الدقيقة لأشكال الاكتئاب.
4- العلاجات النفسية: حيث يشكل الاكتئاب ميدان التنافس العيادي الرئيسي بسبب طغيان نسبة المصابين به. وغالبا ما تركز هذه العلاجات على تناذر القلق المصاحب عادة للاكتئاب.
5- الاكتئاب المقاوم للعلاج: حيث تشير الدراسات العيادية إلى فشل العلاجات المتوافرة في علاج 20% إلى 30% من حالات الاكتئاب.
الأسباب المؤدّية للاكتئاب
يعتقد العلماء بأن الدماغ البشري يعيش في حالة اختمار كيميائي دائمة. وقد أيدت جميع البراهين صحة هذه الفرضية. ولكننا لا نزال نجهل لغاية اليوم غالبية المواد المساهمة في هذا الاختمار. كما أننا لا نعرف على وجه الدقة الطريقة التي تعمل بها الناقلات العصبية التي تم اكتشافها.
لهذه الأسباب فإن تقسيم الاكتئاب وأسبابه يعتمد على علائم الاكتئاب، وعلى مبدأ الملاحظة، وليس على آلية حدوثه وحقيقة التغيرات التي تجري داخل الجسم، والتي تؤدي إلى الاكتئاب.
للإكتئاب أسباب عديدة قد تكون:
*عوامل وراثية: هناك حالات تكون سببها الجينات الوراثية، حيث ينتقل المرض من خلال الجينات الوراثية.
*ضغوط حياتية و معيشية: العواقب و المشاكل التي يمر بها الشخص سواء اجتماعية أو مادية أو وظيفية.
*الولادة: يصيب الإكتئاب العديد من الأمهات بعد الولادة، مما يؤثر على تركيزها و شهيتها و قد يصيبها اضطراب في النوم.
*تجاهل الإصابة به أو التعرض لمرض مزمن: بعض الأشخاص يعتبرون الإكتئاب حالة طبيعية يمرون بها كجزء من حياتهم اليومية و و البعض لا يكترث للأمر الى أن تصل حالاتهم الى أسوأ أنواع الإكتئاب. الإصابة بمرض مزمن كالسرطان و الايدز و غيرها من الامراض التي يصعب علاجها تسبب للمريض حالة من الإكتئاب.
* وجود نقص أو تغيرات في الموصلات العصبية.
* وجود تغيرات غير طبيعية في حساسية أو عدد المستقبلات الموجودة على غشاء الخلية العصبية، والتي تتحكم في نقل أو تأثير الناقلات والهرمونات وجميع المواد الكيميائية الموجودة في المخ والتي تؤثر في فعاليات ووظيفة الخلية العصبية.
* وجود تاريخ عائلي سابق للإصابة بالاكتئاب عند الشخص نفسه، ولكن توجد أنواع من الاكتئاب لا ترتبط بأية آثار لوجود في العائلة.
* وجود ضغوط نفسية شديدة في حياة الشخص، فالاجهاد النفسي وضغوط الحياة من أهم الاسباب التي تسبب حدوث مرض الاكتئاب، ولكنها في الأغلب غير كافية لتطور المرض. ربما تكون ضغوط الحياة السبب في ابتداء المرض، ولكن حتى يتمكن المرض من انسان تكون الاستعدادات الوراثية والعضوية سبباً رئيسياً له.
كثير من الأمراض التي تصيب الجسم تسبب بطريقة مباشرة أو غير مباشرة الاصابة بالاكتئاب كعرض أو مرض ثانوي لتلك الحالة ومثال ذلك:
* بعض أمراض الغدد الصم كمرض السكر واضطرابات الغدة الدرقية.
* بعض الأمراض الروماتزمية كالتهاب المفاصل.
* بعض الأمراض السرطانية الخبيثة كسرطان الرئة والثدي والبنكرياس وغيرها.
* بعض أمراض الجهاز العصبي كشلل الرعاش وجلطات الدماغ والتصلب المتعدد وغيرها.
* بعض الآثار الجانبية لأنواع من الأدوية كالكورتزون، وبعض مضادات ارتفاع ضغط الدم وغيرها.
توجد علاقة وثيقة بين القلق والاكتئاب، فهما وإن كانا مرضين نفسيين مستقلين، فإنهما في اكثر الاحيان متزامنان مترافقان، احياناً يكون القلق جزءا من الاكتئاب او نتيجة او سببا له. كما ان علاج الاكتئاب وخصوصاً العلاج الدوائي، أي مضادات الاكتئاب، مفيد جدا في علاج القلق في أكثر الأحيان.
أنواع الإكتئاب:
1- الإكتئاب الشديد: حيث يفقد المصاب الرغبة في المرح و لا يمارس حياته و انشطته العادية كما كان فبل الإصابة. و هذا النوع قد يستمر الى فترات طويلة (عدة شهور) ان لم يتخذ المصاب العلاج اللازم. المصابون بهذا النوع من الإكتئاب هم الأكثر تعرضا ً للإنتحار.
2- الإكتئاب المتقطع: يكون هذا النوع على فترات متقطعة ، يستمر لفترة ما بين 1-3 سنوات (ربما تتغير على طبيعة الشخص و اصابته) و خلال هذه الفترة يكون المصاب طبيعيا ً و لكن تكون نسبة الإكتئاب خفيفة( اقل من الإكتئابالشديد).
الاعراض
الاكتئاب مرض قد يكون سببه اختلال في كيمياء الدماغ. وللاكتئاب نوبات تسمى(النوبات الاكتئابية Depressive episode) وتصنف إلى ثلاثة أشكال وهي الخفيفة والمتوسطة الشدة والشديدة، حيث يعاني الشخص عادة من انخفاض في المزاج، وفقد الاستمتاع والاهتمام بالأشياء وانخفاض في الطاقة يؤدي إلى سرعة التعب ونقص النشاط. ويشيع الشعور بالتعب الشديد حتى بعد أقل مجهود. ومن الأعراض الشائعة الأخرى:
• ضعف التركيز والاهتمام.
• انخفاض احترام الذات والثقة بالنفس.
• أفكار عن الشعور بالذنب أو فقدان القيمة ( حتى في النوبات الخفيفة ).
• يبدو المستقبل مظلماً مع نظرات تشاؤمية.
• تنتاب المريض رغبة في إيذاء نفسه أو الانتحار.
• اضطراب في النوم.
• ضعف الشهية للطعام.
ويتغير مزاج المريض من يوم إلى آخر ولا يستجيب غالباً للظروف المحيطة به. وفي بعض الحالات قد يكون القلق والضائقات النفسية والتهيج الحركي أكثر وضوحاً في بعض الأوقات من الاكتئاب. كذلك قد يكون تغير المزاج مقنعاً بسمات إضافية مثل النزق Irritability والتعاطي المفرط للكحول، أو السلوك التكلفي الهستيري Histrionic أو تفاقم أعراض سابقة رهابية أو وسواسيه، أو الاستغراق بأعراض مراقية ( توهم المرض ). وتشخيص النوبات الاكتئابية ذات الدرجات الثلاث من الشدة يستدعي عادة مضي أسبوعين على الأقل. ولكن قد تكفي أحياناً فترات أقصر إذا كانت الأعراض شديدة بشكل غير عادي وسريعة البداية. ويعتبر كل من تظهر عليه بعض هذه الأعراض السالفة الذكر أو كلها بشكل يومي تقريباً لأكثر من أسبوعين مصاباً بالاكتئاب.
يؤثر الاكتئاب على حوالي 26 % من النساء و 12% من الرجال، و يعتبر حوالي 39% من الاكتئاب ناتج عن الوراثة و61% ناتج عن عوامل بيئية مثل الإدمان على الكحول. وأن40% من الأشخاص المصابين بالاكتئاب لديهم نقص في السروتونين وهي ناقل عصبي في الدماغ. ويعتبر الحمض الاميني التربتوفان الصانع الرئيس لسروتونين، ولكي تزيد من نسبة السروتونين عليك تناول المصادر الغذائية الطبيعية الغنية بالتربتوفان وهي السمك والدجاج والجبن والبيض والشوفان.
وتشير الدراسات الحديثة إلى أنه في حالة انخفاض نسبة الدهون غير المشبعة أو ذات المصدر النباتي ، تزيد نسبة الاكتئاب وأعراضه لدى الأشخاص المدمنين على الكحوليات. وأن تناول المقدار الكافي من الدهون غير المشبعة Long-Chain Polyunsaturated Fatty Acids خصوصا DHA يقلل من تطور الاكتئاب ومن أهم المصادر الغذائية للدهون غير المشبعة، هي زيت السمك، زيت دوار الشمس، زيت الذرة. وبالنسبة للأمهات اللاتي يحدث لهن اكتئاب ما قبل الولادة يعتبرن حسب التقييم الغذائي في خطر ويتعين عليهن مراجعة أخصائية التغذية العلاجية كي تقيم حالتهن الغذائية ومن ثم تمدهن بالغذاء المناسب حسب حالتهن الصحية.
العلاج
1- العلاج الدوائي.
2- العلاج النفسي.
3- الصدمة الكهربائية.
4- العلاج التجانسي (Hémeopathique).
5- الجراحة النفسية.
يحدث الاكتئاب اضطرابات فيزيولوجية معقدة داخل الجسم. وأحد أهم هذه الاضطرابات، التي استطاع العلماء تحديدها، هي زيادة تأثير خمائر تأكسد الأمينات الأحادي (M.A.O) في جسد المكتئب.
والطب الحديث في علاجه للاكتئاب يرتكز على خطوط عريضة ثابتة تتلخص في علاج العلائم المرضية الميزة للاكتئاب، والتي نلخصها على النحو التالي:
- مظاهر جسدية: اضطراب النوم والشهية.
- مظاهر انفعالية: فقدان الاهتمام والسرور.
- مظاهر إرادية: فقدان القدرة على المبادرة.
- مظاهر فكرية: اضطراب التفكير وانخفاض مستوى قدرته.
- مظاهر اجتماعية: صعوبة إقامة العلاقات والمحافظة عليها.
- مظاهر سلوكية: اللامبالاة وانعدام الأمل والطموح.
والحقيقة أن مضادات اكتئاب تتوجه لاضطرابات المزاج ككل، وتصلحها في معظم الأحيان.
إلا أن اكتئاب قد يقتضي علاجا نفسيا خاصا، أوقد لا تنفع معه العقاقير، فنضطر لاستخدام الصدمة الكهربائية. وعلى أية حال فإن علاج الاكتئاب يصنف على النحو التالي:
1. العلاج الدوائي
2. العلاج النفسي.
3. العلاج بالصدمة الكهربائية.
4. العلاج التجانسي.
5. الجراحة النفسية.
6. العلاج الدوائي.
لغاية العام 1957 كان علاج اكتئاب يقتصر على المهدئات. ومع إطلالة ذلك العام، وخلال انعقاد المؤتمر العالمي للطب النفسي في مدينة زوريخ أعلن العالم Kline عن اكتشافه لعقار Imipramine، الذي لا يزال لغاية اليوم أحد أقوى مضادات الاكتئاب المستعملة. وفي المؤتمر نفسه أعلن العالم Khun عن اكتشافه لعقار الـ iproniaside وهو من فصيلة (IMAO).
ومنذ ذلك الحين توالى ظهور مضادات اكتئاب فظهر Amitryptiline في العام 1961 وظهر الـ Trimeprimine في العام 1963. ولا نزال لغاية اليوم نشهد ظهور مضادات اكتئاب حديثة بحيث بات من الصعب حصر وتصنيف هذه العقاقير.
الاكتئاب المقاوم للعلاج
تشير دراسات كل من Klerman وMandel بأن مضادات اكتئاب لا تستطيع أن تعالج أكثر من 70% من حالات الاكتئاب. أي أن 30% من حالات الاكتئاب تبقى مقاومة للعلاج. ونحن لغاية الآن لا نملك ذلك العقار الذي يحل لنا معضلة الاكتئاب المقاوم للعلاج.
ولكن علماء الطب النفسي ينصحوننا إذا ما وجدنا أنفسنا أمام اكتئاب مقاوم الانتباه للنقاط التالية:
أ النرجسية: من الممكن أن تنشأ أخطاء التشخيص نتيجة لعدم تعاون المريض (وأحيانا محيطه) سواء عن طريق إخفاء بعض المظاهر، أو عن طريق اختراع مواقف وتفاصيل لم تحصل.
هذا علما بأن معظم أخطاء التشخيص تنجم عن الخلط بين مشاعر التعاسة العادية، ومشاعر الكآبة المميزة للاكتئاب. ولا بد لنا هنا من التذكير بأن التعاسة العادية لا تؤدي في العادة إلى ظهور الاضطرابات الجسدية- الاكتئابية (أرق صباحي- أوجاع صباحية- هبوط نفسي- حركي... إلخ). والنرجسية المولدة لمشاعر التعاسة العادية، والمغذية لها هي أحد أهم الأسباب المؤدية للخلط بين التعاسة والكآبة. ومن المعروف بأن النرجسية تعكس نقصا في نمو الشخصية وتكاملها، وهي من الأمور التي لا يمكن علاجها بمضادات الاكتئاب. وهكذا فإن خطواتنا الأولى للتأكد من الاكتئاب هو تأكدنا من عدم وجود شخصية نرجسية.
بهل الاكتئاب أولى أم ثانوي: ونعني بالاكتئاب الأولي ذلك الاكتئاب البحت، أما بالاكتئاب الثانوي فنعني به ذلك اكتئاب الناشئ كنتيجة لاضطرابات جسدية، أو نفسية، أو نتيجة لتعاطي بعض العقاقير التي من شأنها أن تحدث مثل هذه الاضطرابات.
ونحن أمام حالة اكتئاب مقاوم، علينا أن نقوم بتحري مجمل الأسباب الجسدية التي يمكن أن تحدث الاكتئاب. ومن الممكن أن تكون هذه الأسباب مستترة في بداية الاكتئاب، وتظهر بعد فترة من علاجنا له، وكذلك هي الحال بالنسبة للأمراض النفسية.
ج حيثيات العلاج: بعض مرضى اكتئاب يرفضون العلاج. سواء أكان نفسيا أم طبيا دوائيا، ولهذا السبب علينا، ونحن أمام اكتئاب مقاوم، أن نتأكد بأن المريض قد تناول فعلا العلاج في أوقاته وبالجرعات المحددة له من قبل الطبيب. وبعد هذا التأكد، لا بأس من مراجعة الجرعة المعطاة للمريض، إذ أنه وفي كثير من الأحيان تكفي زيادة الجرعة للحصول على نتيجة مرضية.
د الأسباب النفسية: كثيرا ما يحصل أن تخلق حالة اكتئاب أوضاعا نفسية معينة تدفع بالمكتئب إلى المحافظة على وضعه كمريض، حتى ولو اضطر لأن يمثل دور المكتئب، والحقيقة أن هذه الأسباب كثيرة، نورد منها: الخوف من فقدان الاهتمام- الخوف من فقدان الطبيب- الاستثمار الجنسي اللاواعي للمرض- الشعور بالأهمية والعظمة عندما يرى الناس حوله لم يتراكضون ويهتمون به، في حينه يبقى هو جامدا قليل الحركة!..
العقاقير المستخدمة في العلاج
و إذا كانت الأبحاث، ولغاية اليوم، لم تأت لنا بالعقار المطلوب، إلا أن ذلك لم يمنع هؤلاء العلماء من تطوير العقاقير الموجودة سابقا، وكذلك إيجاد أخرى جديدة لا تقل عنها فاعلية. ولقد وجدنا من المناسب أن نعرض لهذه العقاقير بالشرح والمقارنة مع العقاقير القديمة.
أ. عقار الـ: Oxaflozane وهذا عقار جديد في عائلة Isopropyl-Morpholine وتم تسويق هذا العقار في العام 1983 بعد أن أثبتت التجارب المخبرية فعاليته كمضاد للعدائية وللاكتئاب معا.
أما عن الآثار الجانبية لهذا العقار فهي انخفاض الضغط الوظيفي، الصداع والإحساس بالتعب. والحقيقة أن التجارب العيادية لهذا العقار لا تبشر بالكثير في ما يتعلق بعلاج الاكتئابات العظمى، إلا أن نتائجه كانت جيدة في ما يتعلق بعلاج الاكتئاب المقنّع.
ب. عقار الـ: Metapramine وينتمي هذا العقار إلى عائلة المركبات الثلاثية المضادة للاكتئاب. ولهذا العقار مفعول نفسي منشط. ولقد أثبتت تجاربه المخبرية، والقليل من التجارب العيادية (بسبب حداثة تسويقه) أن هذا العقار فعال في حالات الاكتئاب العظمى، شأنه في ذلك شأن بقية المركبات الثلاثية. إلا أن هذا العقار يمتاز عنها جميعها بـ:
1- لا يمارس تأثيرا معيقا للجهاز الباراسمبتاوي، وهو بالتالي لا يؤدي إلى تسارع دقات القلب، والدوار والشعور بالتعب... إلخ
2- له تأثير خاص على مادة النورادرينالين التي تؤدي لتطور الاكتئاب.
3- إنه يعطي مفعولا سريعا (48 ساعة من استعماله) في حين تحتاج بقية المركبات الثلاثية إلى أسبوع أو أكثر ليظهر مفعولها.
لهذه الأسباب فإن هذا العقار يعتبر أفضل مضاد للاكتئاب موجود حاليا. إلا أنه ينبغي الانتظار قليلا ريثما تظهر التجارب العيادية تفاصيل تأثيراته الجانبية، وكذلك نسبة نجاحه في علاج الاكتئابات العظمى...
ومنها ايضاً :
1- دواء ( Celexatm ) وهو دواء من عائلة برمز لها (SSRIs ) ولهذا الدواء المضاد للكآبة تأثير سريع وفعال في تغير الحالة الصحية للمريض.
2- دواء ((Monoamine Oxidase ويستعمل في بعض حالات الإصابة بمرض الكآبة ويقوم بمنع تأثير المواد الكيماوية يطلق عليها (MAO) في الخلايا العصبية
3- دواء (Impramine) ويستعمل لمعالجة الحالات الشديدة للاكتئاب النفسي.
4- دواء (Fluoxetine) ويؤثر في زيادة فعالية مادة ( Serotonine) في المخ
5- دواء (Lithium) ويؤثر هذا الدواء على استقرار الحالة النفسية للمريض إلا أن عملة في الجهاز العصبي غير واضح.
6- فيتامين ب 1 (Thiamine) إن قلة هذا الفيتامين يسبب الكآبة وقصور في التفكير وضعف في التنفس وزيادة في ضربات القلب ويعطى للمصابين بمرض الكآبة لتحسين حالتهم.
ارشادات غذائية
1- تناول غذاء ذو بروتينات عالية القيمة الحيوية أي عالية الجودة ( مثل اللحوم الحمراء والدواجن والأسماك ) وغني بالكالسيوم ( مثل الحليب والجبن ومشتقاتها )، وذلك لأن الضغوط العاطفية تقلل مستوى النيتروجين والكالسيوم في الدم.
2- يلاحظ على المرضى الذين لا يتناولون مقدار كافي من البروتينات انخفاض في مستوى الحديد والثيامين والريبوفلافين والنياسين وفيتامين ب6 و ب12، لذا يجب تناول المصادر الغذائية الطبيعية لتلك المعادن والفيتامينات.
3- استخدم غذاء منخفض التيرامين إذا كنت تتناول مجموعة أدوية مثبطات اكسيداز أحادي الأمين MAO (Monoamine Oxidase Inhibiting ) ، لأن التيرامين يساعد على ارتفاع ضغط الدم. ومن أهم الأغذاية التي يجب تجنبها لمنع ارتفاع التيرامين، ومنها الأغذية التالية مثل: الشدر والأنواع الأخرى من الجبن المعتق، البيرة، التين المعلب، مكملات البروتين المتوفرة على شكل سائل أو مسحوق، اللحوم المعالجة أو المحفوظة مثل (السجق ( النقانق)، بولونيا، الببروني، والسلامي)، كبده الدجاج، صلصة مرقة اللحم التجارية، مركز الخميرة، الموز الناضج، الأفوجادو الناضج، والسمك المدخن، الصويا المخمرة، خثارة الفول، بطاريخ السمك ( بيضها).
4- إذا لم تستطع الحد من الشراهة في الأكل، تناول أغذية قليلة السعرات الحرارية ( مثل السلطة الخضراء والخضراوات الطازجة والحبوب الكاملة ) وحاول ممارسة الرياضة بشكل شبة يومي.
5- في بعض الحالات الخاصة قد يحتاج المريض إلى المكملات الغذائية المدعمة بالفيتامينات والمعادن الضرورية للجسم حتى يكون مفعولها أسرع.
6- اجعل النسبة الأكبر من الدهون المتناولة خلال اليوم من المصادر النباتية.
7- ويلاحظ أن انخفاض مستوى الفوليت (Folate) في الدم شائع مابين 15 إلى 38 % من مرضى الاكتئاب البالغين الذين قد يحتاجون حوالي 400 ميكروجرام يومياً منه. ومن أهم مصادره الغذائية : الفواكه الحمضية كالبرتقال والليمون، والخبز الأبيض، والحبوب المجففة والسلطة الخضراء، والكبد والبيض.
انتبه إلى تفاعلات بعض الادوية مع الغذاء:
عند تناول أي من مجموعة أدوية MAO ( Monoamine Oxidase Inhibiting ) مثل: Nardil, Parnate, Marplan في هذه الحالة تحتاج الى غذاء يحتوي على القليل من التيرامين لكي يجنبك إرتفاع ضغط الدم. بالنسبة للأدوية المضادة للإكتئاب مثل: Doxepin, Tryptizol, Asendis, Tofranil فإنها قد تسبب جفاف الفم والبعض قد يسبب زيادة الشهية للأكل مما يترتب على ذلك إمكانية زيادة الوزن. وهنالك أعراض جانبية قد تسببها هذه الادوية مثل الغثيان، التقيؤ، الامساك، فقد الشهية للطعام، إلتهاب المعدة. وفي كل عرض من هذه الأعراض تختلف الوصفة الغذائية للمرض. أما بالنسبة إلى النورتريبتيلين ( Nortriptyline ) مثل: Aventyl, Pamelor فهي تسبب زيادة الشهيه لتناول الحلويات التي قد تزيد الوزن إذا لم يتحكم بها. أيضا من الأعراض الجانبية لهذه الأدوية الإسهال والتقيؤ و اضطرابات القناة الهضمية. مجموعة اللثيوم كاربونيت ( Lithium Carbonate) مثل: Lithane, Lihtium, Lithotabs التي تعمل على زيادة الوزن تقريباً في نصف المرضى الذين يتناولون هذة الأدوية فلا بد من الإنتياه للوزن وقياسة إسبوعياً, و اللثيوم يعمل على عدم تحمل السكر الموجود في الدم ويزيد من الحساسية للأنسولين وله تأثير مثبط للهرمون المضاد لإدار البول فيصاب المريض بكثرة التبول والعطش الشديد وهذا ما يجعل هؤلاء المرضى يصابون بمرض السكري ويتناولون الكثير من السوائل. وفي بعض الحالات قد يحتاج المريض إلى التقليل من الصوديوم ( الملح ) في الأكل، لأن الصوديوم يقلل من خروج اللثيوم من الجسم وبالتالي يصاب المريض بتسمم اللثيوم. ومن التداخلات الاخرى مع هذه المجموعة أن مادة الكافين الموجودة في القهوة والشاي تزيد من إخراج اللثيوم ويالتالي يقل مستواه في الدم في هذه الحالة يتعين على المريض الإقلال من تناول القهوة والشاي.
زايد دخيل الله الشراري
أخصائي تغذية إكلينيكية
مجلة العربي الحر الالكترونية عدد 15 عام 2006
http://www.freearabi.com/index.htm
حقائق طبية
* الاكتئاب ليس حالة، بل هو مرض
* أكثر من 70% من المصابين بالاكتئاب يستجيبون للعلاج بصورة مرضية
* كثير من عظماء التاريخ وقادة العالم أصيبوا بالاكتئاب
* لا توجد عقاقير مضادة للاكتتاب تسبب الادمان ولا تصنف هذه الأدوية مع العقاقير المهدئة أو المخدرة أو المنومة. وتصرف بوصفة طبية عادية كأي علاج آخر للأمراض العضوية.
* الاكتئاب ليس مجرد مزاج حزين يتمكن الفرد من التخلص منه بإلهاء نفسه أو بتقوية الإرادة. هذا الاعتقاد مع الاسف من اكثر الاعتقادات شيوعاً بين الناس. وهذا الخطأ يدفع بكثير من المصابين بالاكتئاب الى الشعور بضعف الشخصية وانعدام الثقة بالنفس، مما يزيد من حدة الاعراض نفسها.