قفي ساعة يفديك قولي وقائله ولا تخذلي من بات و الدهر خاذله
أنا عالم بالحزن منذ طفولتي رفيقي فما أخطيه حين أقابله
و أن له كفا اذا ماأراحها على جبل ما قام بالكف كاهله
يقلبني رأسا على عقب بها كما أمسقت ساق الوليد قوابله
و يحملني كالصقر يحمل صيده ويعلو به فوق السحاب يطاوله
... فإن فر من مخلابه طاح هالكا وإن ظل في مخلابه فهو آكله
عزائي من الظلام إن مت قبلهم عموم المنايا ما لها من تجامله
إذا أقصد الموت القتيل كذلك ما ينجو من الموت قاتله
فنحن ذنوب الموت وهي كثيرة وهم حسنات الموت حين تسائله
يقوم بها يوم الحساب مدافعا يرد بها ذمامه و يجادله
ولكن قتلى في بلادي كريمة ستبقيه مفقود الجواب يحاوله
ترى الطفل من تحت الجدار مناديا أبي لا تخف،والموت يهطل وابله
ووالده رعبا يشير بكفه وتعجز عن رد الرصاص أنامله
على نشرة الأخبار في كل ليلة نرى موتنا تعلو و تهوي معاوله
لنا ينسج الأكفان في كل ليلة لخمسين عاما ما تكل مغازله
أرى الموت لا يرضى سوانا فريسة كأنا لعمري أهله و قبائله
وقتلى على شط العراق كأنهم نقوش بساط دقق الرسم غازله
يصلى عليه ثم يوطء بعدها ويحرف عنه عينه متناوله
إذا ما أضعنا شامها و عراقها فتلك من البيت الحرام مداخله
أرى الدهر لا يرضى بنا حلفائه ولسنا مطيقيه عدوا نصاوله
فهل ثمة من جيل سيقبل أو مضى،يبادلنا أعمارنا و نبادله