الأم : من بيت شئاع لبيت رئاع .. ولا بيعجبها العجب ولا الصيام برجب !!! الشب والبنت : بين مطرقة " العادات " وسندان " الانتظار"
" الخطبة والجازة " في حلب تتميز بعادات وتقاليد ليس لها مثيل في باقي المحافظات السورية، وهذه العادات أوجدها التطور المتسارع وخصوصية حلب كمدينة تعج بالتجار ورؤوس الأموال ، مما جعل الحصول على فتاة في حلب للخطبة ومن أعقد الأمور، وهذا التعقيد يزداد يوماً بعد يوم ، والمتضرر الوحيد هم الشباب والفتيات، و في السطور الآتية سنسرد لكم غيضاً من فيض مما يحدث في واقع المجتمع الحلبي .
المرحلة الأولى : موافقة الشب على فكرة الخطبة
تبدأ عادة حكايا الخطبة في حلب من حديث بين الشاب وأمه كالآتي :
الأم : لك ابني حاجة بئا فهمنا ، بيكفي بئا نطوطة من بنت لبنت، اركز بئا وخليني اخطبلك .
الابن ( بعد سنوات قضاها يطبئ هالبنت ويترك التانية ويروح للتالتة ) : هيك بدك يعني يوم ، خلص توكلي على الله وخطبيلنا ، بس ما برضى غير ببنت شئرة عيون زرئ (خضر معليش ) طويلة رفيعة ، متل الئمر ( طلبات تعجيزية غير الله بس بيلائيهم هدول) .
الأم : ايها هلاء فرحتني ، ولك والله والله لأدرلك حلب يمين وشمال وشرئ وغرب واخدلك اكوس وحدة، خلص لا تاكل هم .
المرحلة الثانية : إخبارالعائلة وكل ما يلوذ بالأم بموضوع الخطبة لبدأ عملية البحث ..!!
وهنا تبدأ همة الأم وتتصل ببناتها المجوزات : لك بنتي دي ئوام هيروا حالكم بدنا نخطبلوا لأخوكم .
البنات: لك يوم ما بكير عليه لسا عمروا 25 سنة .
الأم : لك بنتي لبين ما نلائيلو بنت الحلال والله يوفئنا ما بنعرف شئد بيصير عمروا.
وهيك القصة تبدأ بنسج خطوطها في رحلة البحث عن تلك الأميرة شريكة المستقبل للابن الملك، وهنا طبعاً الأم لا ترضى بأن تكون العروس إلا أحلى وأجمل من كل (عواريس الحارة وخاصة كنة سلفتها )، وتبدأ الأم بمسيرة البحث وصولاتها وجولاتها في رحلة قد لا تنتهي لسنوات، ومن بيت لبيت ، ومن سوق لسوق ، ومن تلفون لموبايل ومن......إلى .......
المرحلة الثالثة : اتصال هاتفي بين أم العريس والأم يلي عندها بنات للخطبة
طبعاً وقبل ما تروح لبيت العروس ( الهدف ) لازم تخبر بالهاتف من الرئم يلي جابتوه من بنت احمى أخوها ، أو من جارتها يلي شافتلها عروس لئطة وهي عبتتسوئ وأخدت رئم بيتهم، أو من بنتها يلي شافت رفيئة رفيئتها وئت كانوا بالجامعة عبيتمشوا، ويدور حديث كالآتي :
الأم : مرحبا أم محمد ، دلونا عليكم ئال عندكم بنات للخطبة .
أم محمد : أهلين لك خيتو ، ميت السلامة.
الأم : لك خيتو أم محمد والله تعبنا ، ئلت ميشان هيك ئبل ما نجي ئليلي اش اوصافها بنتكم ، يعني والله نحنا فتلنا كتير وما عجبنا حدا ، لك تئول الكويسات نفئوا بهالأيام .
أم محمد : انتو تفضلوا وانشالله بتلائو طلبكم، بس انتو من بيت مين ، واش بيشتغل ابنكم ؟
الأم : نحنا من بيت ( فلان ) ، وابنا اسمالله بيديرفلان شركة تبعيت أبوه وعندو بيت وسيارة يعني ما نائصوا شي غير بنت حلال كويسة شئرة بيضا عيون خضر او زرئ عطلبوا.
أم محمد : وصلتو انشالله بتلائو طلبكم عنا، اتفضلوا يوم الخميس الي جي ، لانو بكرى وبعد بكرى ، في جماعة ئبلكم جيين يشوفوا البنت ( مع أنو ما بيكون لا حدا جي ولا شي بس ميشان تفرجيهم انو بنتها كويسة وهيك هيك الخطابين عليها ).
الأم : ايه اكيد الله ما بيكتب غيرالنصيب ، بس ما بيصحلكم متل ابنا ها.
أم محمد : ايه اهلا وسهلا فيكن .
مو رايحة غير عالبنت .. "حديث خاص " بين الأم وابنتها
هون بئا أم العروس بتبلش بتشد على ئيد بنتها ميشان تحضرها ليشوفوها الخطابين
أم العروس : لك بنتي ئومي ، صارت الساعة وحدة الضهر ولسا ما فئتي ، ئومي هيرلي حالك ، وحاج كسل، اش بدك الخلئ يئولوا علينا يجوا يشوفو عيونك منفخة، ئريضة بنات ، ئومي هلاء اتصلوا جماعة بدهن يجوا يشوفوكي يوم الخميس الجي.
البنت : لك يوم ما خلصنا من الخطابين ، لسا جماعة ريحين وجماعة ريجعيين ، والله تعبت ارحموني ، يعني كل يوم بدي ائوم حضر حالي واتمكيج ولف شعري و...و... ،
الأم ( مقاطعة ) : ايه اش لكان بدي اكبسك جنبي مخلل .
البنت ( تكمل ) : والله مليت ، طيب ماما على الأئل خليني خلص هالجامعة وبعدا ابئا استئبلي خطابين ئد ما بدك.
الأم : لك لحئانة بنتي ، تخلصي الجامعة ولبين ما تخلصي منجوزك ، اش ما في عندي غيرك بنات !!! خليني دبرلك ابن الحلال يلي بدو يستتك ، ويعيشك عيشة حلوة ، وانا ما برضالك غير احلى من عيشتي ، لا تخافي لك بنتي انا ما بعطيكي لمين ما كان إلا يكون ابن عيلة وابن نعمة ، وديرس ومتعلم وأحوالوا منيحة ويكون ... ويكون ...
البنت ( بينها وبين نفسها ) : ايه يكون ويكون ، انا يلي بعرف امي لا بيعجبها العجب ولا الصيام برجب ، وانا ما بئبل غير برفيئي حمودة يئبش عضامي ما يعرف انو جيينا خطابين لينجلط .
المرحلة الرابعة : أم الشب في سلسلة زيارتها لبيت العروس
بعد خمس سنوات بحث عن عروس أوكلت المهمة لابنتها !!!
وهون لازم الأم تزور بيت البنت يلي بدها تخطبها عدة مرات ، مرة واحدة لا تكفي ، وكل ما بتدخل لبيت شي عروس بتكون سيحبة ورها بناتها أو خواتها ، في أول زيارة لها، وفي حال عجبتها البنت ، يترجع تاني يوم جيبة معها جارتها أم عبدو وأختها التانية يلي كانت أول يوم مو فاضية ، وتالت يوم بتجيب معها كنتها ووو .. والزيارة الرابعة ( بيجوز تكون بعد كم شهر من الزيارة الأولى لانو بتكون زارت كم بيت تانيين ورجع ئلب عئلها ) وهون بتجيب معها صديقات خبيرات ، وبيفحصوا البنت من فوء لتحت وكأنهم طبيبات ...
وهون بنذكر ئصة حلوة جريت بحلب وفيكم تستخلصوها من الحوار الهاتفي :
* آلو مرحبا ..
أم البنت : أهلين .
* ما تواخذينا خيتو ميشان الله ، انا عبتصل لأنو عنا أرئام كتير ميشان الخطبة وهالرئم ما عبعرفوا لمين ، حضرتكم بيت مين ؟.
أم البنت : ولايهمك نحنا بيت ( فلان ).
* ايه تشرفنا ، صبيتكم شئدا عمرا ؟
أم البنت : عمرا 19 سنة ، ، ليش ابنكم شئد عمروا ؟
* الله يخليلكم ياها ويحرسلكم ياها ، ابني عمروا تسعا عشرين سنة، وبدو بنت تكون كويسة حسن وجمال .
أم البنت : واش بيشتغل ؟
* بيشتغل بتجارة العبي ( العبي تعني العبايات التي يرتديها الفتايات والنساء ) ،عيونو خضر هيك الئد بوشو.
أم البنت : في عندو بيت ؟
* ايه اكيد عندو بيت بجمعية قرطبة كامل مكمل من العفش للجمجاية للأبرة .
أم البنت : لك مو انتو من بيت ( فلان ) وجيتو لعنا من شي شهرين ونص وما مشي الحال لأنو ابنكم كبيرعبنتنا .
* ليش انتو يلي بيتكم بشارع .... ، وبنتكم هي البيضا الشئرة الطويلة، ووئتا ما ئبلتو لانو ما بترضوا تطببوها على وشا ؟ ... ( تطب على وشا مصطلح حلبي يعني تضع الخمار على وجهها )
أم البنت : ايه صح ، وكمان ابنكم كبيرعبنتنا يعني في شي عشر سنين بيناتهم
* والله هو بدو وحدة حسن وجمال وتطب على وشا ،يعني والله العظيم البنت أحلى الشي فيها وشها تروح تدلئوعالشارع ، والله ما بيرضى هيك .. طيب ما تواخذيني ميشان الله ، وأنا اختو للشب مو أمو لأنو الماما وكلتني بهالمهمة بعد ما تعبت من هون لهون ومن هنيك لهون وما عبتلائي بنت الحال يلي عطلبنا وصرلها اربع خمس سنين عهالحالة وما اندلينا عنصيبنا.كرمال الله ما تواخذيينا لانو ما كنت عيرفة هالرئم لمين .
أم البنت : عادي ..الله يدلكم على نصيبكم .
أخت الشب: حسب الموانة دخيلك والله يجبر بخاطرك ، إذا في حواليكي بنات كويسات دئيلي وعطيني رئمهم ، رئمي وصارعندك