لو كان بيننا رسول الله
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً.
وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وصفيه، وخليله أرسله بالهدى ودين الحق، ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، وارض اللهم عن سادتنا وقادتنا أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعن باقي الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد: أخي الشاب
فكر قبل اتخاذ قرارك ولا تتعجل باتخاذه.
ما هي صلتك بالحبيب ؟ وما مدى محبتك له ؟ ونحن من أُمِرْنا باتباعه، وطاعته، والإقتداء بسنته، والعمل من أجله.
أخي الشاب، لو كنتَ جالساً في المنزل، أو جالساً في غرفتك، أو جالساً مع أصدقائك، وكان المكان الذي تجلس فيه قد ملئ بصور الفنانين والفنانات، والمطربين والمطربات، وكان منكم من وضع أمامه علبة من السجائر، ومنكم من وضع أمامه الشيشة أو ما تسمى بالأركيلة، وكنتم تلعبون بالورق وأصواتكم قد ارتفعت، وكنتم تنتظرون أحد أصدقائكم، وقُرِع الجرس وذهبت لتفتح الباب لظنك أنه صديقك وكانت في يدك سيجارة، وكنت قد ارتديت شيئاً من ملابس الموضة (لظنك أن هذه الملابس هي الموضة بحد ذاتها)، وفتحت الباب وفجأةً... وإذ القارع ليس صديقكم، لكنه النبي هو من كان يقرع الجرس، وقال لك: سمعت أنكم مجتمعون هنا فأتيت لرؤيتكم والتحدث معكم، ودخل النبي وأنتم على الحالة التي أنتم عليها، ماذا سيقول لكم بربكم يا شباب، هل سيقول لكم: بارك الله فيكم، فأنتم شباب أمتي الذين تشوقت لرؤيتهم، أم سيقول: ما هذا يا شباب.... ما هذا يا شباب أمتي أبهذا أمرتكم؟ أم كان شباب سلفكم الصالح كذلك؟ ماذا سيكون جوابكم يا شباب؟ وماذا سيكون حالكم أمام النبي وهو حزين عليكم، وليس منكم؟
سيكون الجواب.... سيكون الجواب
( كل شاب قرأ هذه الرسالة فليجب بنفسه عن سؤال النبي )).
*وفي الصورة المعاكسة:
قرع الجرس، وكان النبي من يقرع الجرس، ولكن كنتم قد جلستم تذكرون الله، وتقرؤون كتابه، وتحفظونه، وتحفظون أحاديثه ، وتطبقون سنته صلوات الله وسلامه عليه، ماذا سيكون حاله عليه الصلاة والسلام؟
سوف يفرح كثيراً، ويقول لكم بارك الله فيكم أنتم شباب أمتي بحق، وأنتم من تشوقت لرؤيتكم، في نص الحديث: "وددت أني لو رأيت إخواني،...، الذين آمنوا بي ولم يروني"
فسيكون جوابكم جواباً صادقاً يخرج من قلوبكم، وأنتم قد ملئتم فرحاً من قول النبي ، فستقولون له: نعم يا رسول الله نحن قرة عينيك، ونحن شباب أمتك المسلم، وسنسير على خطاك خطوة بخطوة حتى نكون بالفردوس الأعلى معك ومع الأنبياء والصالحين إن شاء الله تعالى وقدر.
وبمناسبة قدوم موعد المولد النبي ، تعال أخي الشاب لنختار سوياً، ونفكر ملياً، من أي الجماعتين نريد أن نكون، ولو أن النبي كان بيننا، كيف ستكون حاله صلوات الله وسلامه عليه.
لو كان بيننا الحبيب
من طيبة قبل المغيب
بقربه النفس تطيب
أنوار طه لا تغيب
فدتك روحي يا حبيب
بقربك الروح تطيب
لدنا القاصي والقريب
طالباً قرب الحبيب
وتدعو الله فيجيب
بلّغْنا لقاه يا مجيب
محمد مكْرِمُ الغريب
فأنت الحبيب الطبيب