مدينة في شمالي سورية، مركز منطقة إدارية تابعة لمحافظة حلب وتتبعها ست نواح هي ناحية قرى مركز المنطقة وتل رفعت وأخترين ومارع ونبل وصوران، وتضم هذه المنطقة مدينة أعزاز وخمس بلدات هي مراكز النواحي و125 قرية و59 مزرعة.
والَعزّاز في اللغة: الأرض الصلبة، وأعزاز مدينة قديمة عند سفح تل عرف باسمها ورد ذكرها باسم هازار عندما اكتسح الآشوريون سورية، ثم عرفت باسم تل عزاز وذكرها ياقوت في معجمه باسم عزاز وأعزاز، كما ذكرها ابن العديم في
«بغية الطلب في تاريخ حلب» ووصف قلعتها، ويقول ابن الأثير في تاريخه «الكامل» إنها فتحت على يد عياض بن غنم عام 15هـ/ 636م بعد فتح مدينة حلب، وفيها جامع قديم يعرف بالجامع الكبير يعود بناؤه إلى سنة 120هـ/ 737م، وفي سنة 363هـ/ 974م ضربت الزلازل المنطقة ودمرت فيما دمرت قلعة أعزاز، فأعيد ترميمها. وفي سنة 548هـ/ 1152م احتلها الصليبيون ودعوها «هازارت»، لكن صلاح الدين حررها سنة 572هـ/ 1176م، وعمّر ابنه الملك الظاهر غازي قلعتها، ثم خربها المغول سنة 659هـ/ 1260م، ونزح سكانها إلى مدينة كلّز (كلِّس) وغيرها. أما التل فيشغل مساحة تقل عن خمسة هكتارات بقليل، وله شكل بيضي، تنحدر سفوحه الشمالية والشرقية بشدة، أما السفوح الجنوبية والغربية فانحدارها متدرج ببطء، ويبلغ ارتفاع التل عما حوله 28م وعن سطح البحر نحو 590م، وقد عثر في التل على كسر فخارية وحجارة بناء قديم لعلها من بقايا حصن قديم، ويعد التل من التلال الأثرية المسجلة في سورية.
تقع أعزاز شمال غربي حلب على مسافة 47كم، في القسم الشمالي من جبل سمعان الذي يعد جزءاً من هضبة حلب، في منطقة تسمى «سهل أعزاز» تنحدر ببطء باتجاه الشرق والجنوب الشرقي نحو وادي نهر قويق، ويخترقها واد يعرف باسمها، وينحدر إليها من جبل بَرصة أو برصايا (855م)، ويجتاز الوادي المدينة من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي فالجنوب. وكانت مياه الوادي تؤلف مستنقعات جنوبي أعزاز فتسبب الأمراض وقد جفت سنوات، ثم عاد الماء إلى الجريان في الوادي منذ عام 1988، وعمدت بلدية المدينة إلى تغطية مجرى الوادي بعد أن حولت إليه المياه الملحَة. ظلت أعزاز قرية متواضعة حتى مطلع القرن العشرين لايزيد عدد سكانها على 1500 نسمة، ولم يكن فيها حتى سنة 1921 مكتب أو مدرسة للتعليم الابتدائي. وكانت تابعة في العهد العثماني لقضاء كلّز. وفي 20 تشرين الأول عام 1921 عقدت اتفاقية أنقرة، وفصلت كلِّز عن سورية بقيت أعزاز من القرى السورية فجعلت مركزاً للقضاء، وألحقت بها القرى الأخرى التي ظلت تابعة لسورية من قضاء كلِّز، كما ألحق بها عدد من القرى التي فصلت عن قضاء جبل سمعان، وأدى ذلك إلى بدء توسع أعزاز، فتم سنة 1921 فتح طريق جديدة تربطها بطريق حلب ـ تركية، وأنشئت فيها دار للحكومة، وبدأ عدد سكانها يزداد بالهجرة إليها من القرى والمدن المجاورة، ولجأ إليها عدد كبير من المهاجرين الأرمن الذين بنوا في غربها بيوتاًَ لهم من الطين والخشب، وماتزال تلك الحارة تسمى حارة الأرمن مع أنهم هاجروا من المدينة. وقد ارتفع عدد سكان أعزاز سنة 1930 إلى نحو 5000 نسمة، كان ثلثهم من الأرمن، ثم إلى 16557 نسمة (تعداد 1981).
وكان توسع أعزاز على امتداد الطرق العامة الذاهبة نحو الغرب والشرق والشمال، وقد وضع لها مخطط تنظيمي حديث سنة 1968 وعُدِّل سنة 1984م، لكن تنفيذه يتم ببطء، ويعمل قسم كبير من السكان بالزراعة وتربية الحيوانات، وتعتمد الزراعة فيها على الأمطار التي يبلغ متوسطها السنوي نحو 500مم، ويزرع السكان القمح والقطن والخضر الصيفية بالدرجة الأولى، كما يزرعون الأشجار المثمرة التي تشتهر بها المنطقة منذ القديم ولاسيما الزيتون والكرمة والتين. أما الزراعة المروية فمحدودة المساحة، ولاسيما بعد أن حول الأتراك مياه وادي طفشين لري أراضيهم، وأكثر اعتمادها على مياه الآبار. ويهتم بعض سكان أعزاز بتربية الماعز والغنم والأبقار إضافة إلى عناية بعضهم بتربية النحل وتربية الطيور، وتقوم على المحصولات الزراعية والمنتجات الحيوانية عدة صناعات محلية ومنها استخراج زيت الزيتون، ففي أعزاز أربع عشرة معصرة حديثة لاستخراج الزيت، وفيها كذلك صناعة الجبن، ويزاول سكان أعزاز بعض الحرف مثل إصلاح السيارات والجرارات وصناعة المقطورات الزراعية والأثاث المعدني ومواد البناء، وفيها سوق أسبوعية تدعى البازار محلياً تعقد يوم الثلاثاء من كل أسبوع شرقي الوادي قرب المقبرة، يفد إليها سكان المدينة وسكان القرى بمنتجاتهم الزراعية والحيوانية. كان سكان أعزاز يشربون من مياه بئر تقع غربي قرية الزيزفونة (إيكدي) ثم حفرت بئر جديدة جنوب شرقي أعزاز وزعت مياهها بشبكة نظامية على أحياء المدينة، وأضيفت إليها ثلاث آبار جديدة حفرت في أراضي قرية كفر كلبين الواقعة جنوب شرقي أعزاز بنحو 5كم. ومن المعالم العمرانية الحديثة في أعزاز، مقر مديرية المنطقة والبلدية والمستوصف والمركز الثقافي والمؤسسة الاستهلاكية والمخبز الحديث ومركز البريد والمصرف الزراعي التعاوني، وفيها عدد من المدارس وحدائق عامة وقد شيد بناء المستشفى غربي المدينة على طريق حلب، أما الملاعب الرياضية فقد أقيمت شرقي المدينة على طريق صوران. تتصل أعزاز بطريق إسفلتية مع حلب وعفرين وكلز، ومع القرى المجاورة لها، كما يمر خط حديد حلب ـ اصطنبول على مسافة 3كم بالقرب منها، وفي شمالها الشرقي وعند قرية السلامة يوجد مركز حدود سوري مع تركية.
تاريخيا و كما هو معرفو لدى اهالي المدينة:
فإن مدينة اعزاز كانت من الممالك اليهودية قديما و يُنسب اسمها إلى أحد الملوك اليهود و كان اسمه "عزَّاز",
و يشتهر اهل المدينة لهذا السبب بين اهل المناطق المجاورة بالمقولة
"من اعزاز ...يعني جدك يهودي"..
بعض مما سُرق من قلعتها الأثرية موجود في متحف اللوفر الشهير في العاصمة الفرنسية باريس, و هي عبارة عن نماذج من الذهب الخالص, و قد رآها أحد أبناء المدينة الدارسين في باريس و قام بتصويرها قد كتبت على لوحة التعريف بها اسم مدينة اعزاز..
اما مشفاها العتيد فقد استغرق بناؤه فترة طويلة جدا جدا, فكان من أولئل المشافي التي تم البدء بالعمل بها على مستوى ريف حلب.. لكنه كان آخرها اكتمالا و هو ثالث أكبر مشفى على مستوى المحافظة و يضم أحدث الأجهزة في مجال طب العيون, و قام بتدشينه طبيب عيون العرب الدكتور بشار الأسد رئيس الجمهورية في أول زيارة لرئيس إلى المدينة
أشهر أعلامها تاريخيا ... ابن سنان الخفاجي العزازي, و مر بها عمر أبو ريشة حيث كان والده قائم مقام اعزاز في عهد السلطة العثمانية.
عند وصولكم إلى المدينة تستقبلكم لافتة تعرف بالمدينة و عليها كتب البيت الشعري التالي:
إن قلبي بالتل تل اعزازِ... عند ظبية من الظباء الجوازي
يبلغ عدد سكان المدينة حاليا حوالي 53000 نسمة
تضم مدينة اعزاز ثاني أكبر معصرة زيتون حديثة على مستوى الجمهورية العربية السورية
صدر المرسوم بتسمية كل من ادلب و طرطوس و اعزاز مراكز مناطق...عام 76
وبقيت اعزاز مركز منطقة
تشهد اعزاز ثورة معرفية و ثقافية متنامية, إذ شهدت تضاعف عدد الطالبات الجامعيات أربع مرات خلال السنوات الخمس الأخيرة
بقي أن أنوه إلى أن الفنان الكبير "بسام كوسى" هو من أبنائها...
كتاب موضوع محمـديـاسرهنـداوي عن مدنية اعزاز