الترويج والتسويق للمنتج أسلوب دعائي قديم لا يستبعد كونه بدأ بالظهور مع وجود الإنسان وتطور طبيعياً مع تطور الوسائل والتقنيات المتاحة في كل عصر وبالطبع الهدف من التسويق هو الشهرة والربح المادي والمعنوي في بعض الأحيان
هي القنوات الفضائية دخلت كل منزل من منازلنا وأصبحت وسيلة ترويجية فكرية وثقافية وترفيهية وغير ذلك
تلعب دوراً هاماً في إبراز مجتمعنا العربي والتأثير به ونقله وإظهاره للعالم من خلال كوادره من نخبة المثقفين أو العلماء أو الباحثين الاجتماعيين وفي كثير من الأحيان استخدمت كوسيلة لنشر العهر والرذيلة بأساليب مختلفة متعددة الأهداف ناهيك عن جمع الأموال الطائلة بأساليب متعددة
في البداية ولن أتحدث هنا عن قنوات العهر الرسمية إن صح التعبير بدأت قنوات المسابقات الرخيصة تأخذ حيزاً كبيراً في مجموعة القنوات التلفزيونية برأسمال بسيط عبارة عن فتاة بمظهر مثير وقليل من التكنولوجيا الإعلامية وأسئلة أفضل ما يقال عنها بأنها ساذجة تجذب فئة الشباب الذي انجر لهكذا قنوات نتيجة ظروف اجتماعية عديدة ليست موضوع بحثي ثم أردفت بشريط الرسائل الذي يمتص أموالنا دون أن نشعر ويعود بربح خيالي على أصحاب المحطة وذلك عبر العقود المبرمة بين شركات الاتصالات النقالة والمحطات التلفزيونية والتي بدأت تفرد قنوات خاصة لتلك الرسائل أقل تكلفة وأكثر ربحاً وبدأت تتنامى هذه الظاهرة شيئاً فشيئاً وبدأت بتطوير نفسها وأساليبها الدعائية والترويجية والمواطن العربي ملصق بهاتفه المحمول يستمتع كما يدعي ثم عندما تأتي الفكرة وتذهب السكرة يدرك ما حدث من نهب لأمواله وانحطاط في ذاته وهو يضحك ويلعب
وما إن بدأت هذه القنوات بالإفول شيئاً فشيئاً بدأت قنوات السحر والشعوذة والرقى والتنبؤات والأبراج وغيرها بالتنامي وكسابقتها لم تدم طويلاً لا لوعي المواطن العربي بل لملله منها وتكرار ذاتها وفضاحة إسلوبها البلاستيكي
لكن الأخطر اليوم هو مانراه من قنوات فضائية لا تقل عهراً عن سابقاتها لا بالأساليب ولا بالطرق التي تهدف أولاً وأخيراً لجني المال وزيادة عدد المشاهدين والمعلنين في المحطة لكن هذه المرة بموضوع جديد هو (الدين)
قنوات أشبه ما تكون بالإباحية تستخدم الدين والذي لا يمكن لمواطن عادي أن يشكك في مصداقيتها كون الدين من الخطوط الحمراء التي نتفاعل جميعنا معها وذلك في التحريض المذهبي الذي يؤجج عواطف البشر ويجعلهم متسارعين للتفاعل وتقديم التبرعات للمحطة وإمطارها بالرسائل المؤيدة والتي قد تصل للآلاف بل مئات الآلاف أحياناً ولست أبالغ وذلك في ذروة ساعات التحريض
قنوات أتعفف عن ذكر أسمائها جعلت الدين لعقاً على ألسنتها أصبحت ذات رواج كبير هذه الأيام حيث وصل متابعو أحدها كمات تقول شركات الإحصاء العالمية إلى أربعين مليون إنسان من جميع أنحاء العالم جل ما غيرته عن سابقاتها أن استبدلت الفتاة المثيرة بمدعي للعلم والدين صاحب أسلوب ساخر تهريجي يجلب المشاهد المهيئ اجتماعياً مسبقاً لتجديد العصبية القبلية والدينية للأسف ومواضيع تحريضية تتناسب مع ذاك المجتمع الذي يتقبل كذبها وتدليسها وتشويهها للحقائق وتلاعبها بمقدسات البشر بنفس الصدر الرحب الذي تقبل به قنوات العهر السابقة ولكن هذه المرة باندفاع نابع من داخله لا يندم عليه لأن لا ساعة للصحوة هنا
وأموال خيالية تهطل على أصحاب تلك المحطات من شركات كبرى ومعلنين ومسوقين بالإضافة للرسائل الداعمة والذين بدورهم يسارعون لإنشاء محطات جديدة وبلغات متعددة كما وانتقلت العدوى لمحطات أخرى بعضها غير من مواضيعه كلياً أمام هذه السابقة الفريدة من نوعها في الأساليب الدعائية المربحة
ندر عليهم الأموال ضاحكين ويدرون علينا السموم الطائفية التي ستنهش لحومنا يوماً ولم تستحي بعض تلك القنوات ليس فقط من تكفير البشر ومحاسبتهم بل التعرض لرموز الأمة المقاومة للعدو الإسرائيلي في محاولات فاضحة سأقبل أن يقال عني فيها أني سيئ الظن حين أتهمها بالعمالة غير المباشرة بل المباشرة لدى بعضها مع العدو الاسرائيلي وذلك عندما أجد أول ما يسمونه بقائمة المتهمين لديهم السيد حسن نصر الله هذا الرجل الذي لم تنل من حذائه ألوية النخبة في الجيش الاسرائيلي وأعوانه تأتي تلك المحطات الرخيصة المدعومة للأسف من بعض الحكومات العربية لتطعن في ظهره وظهر المقاومة والممانعة العربية والعالمية
فإلى أين تأخذنا هذه القنوات الرخيصة المخترقة من أجهزة المخابرات الإسرائيلية والعربية أحياناً وهل ستبقى عصى دينهم الأعمى لا ديننا المتسامح تستخدم في ابتزاز أموالنا وتحريض الفتن التي تنمي العصبيات القبلية وترفع مستوى العداء نحو الآخر مهيئة للنيل من المقاومة العربية بحجج مذهبية لا تخدم إلى العدو الإسرائيلي وأعوانه وهل سننتظر تصدير الفتنة المذهبية في العراق لكل بيت من بيوتنا من خلال تلك المحطات وكتوفي الأيدي ؟؟؟
لا بد لنا من وقفة مسؤولة لمنع بث هكذا إباحية في بيوتنا ذلك من خلال وزارة الإعلام والحكومة التي نطالبها بالعمل الجاد لإيقاف بث تلك القنوات كما أوقفت العديد من قنواتنا العربية المقاومة عن البث في أوربا وأمريكا وغيرها وهنا لا بد من توجيه الشكر لشركتي الاتصالات النقالة في سوريا والتي أوقفت التعاقد مع بعض تلك القنوات وسحبت أرقام الاتصال والرسائل ونأمل منها متابعة العمل لمقاطعة بقية تلك القنوات الرخيصة وتصدير هذا الفكر السوري الواعي الذي نفخر به لبقية شركات الاتصالات العالمية .