• ودّع برشلونة دوري الابطال، ليس بعد نهاية مباراة العودة امام انترميلان، وليس فور نهاية مباراة الذهاب التي سقط فيها صريعاً في ميلانو 1-3.
برشلونة خسر الكأس صاحبة الأذنين الكبيرتين في الفترة الممتدة بين نهاية لقاء الذهاب وبداية لقاء الاياب.
فريق من قماشة برشلونة لا يحتاج الى ارتداء قمصان (في المباراة امام خيريز في الدوري المحلي) تحمل دعوة الى الجماهير لمؤازرته امام انتر.
كان مؤشر ضعف وعدم ثقة، اذ كان يقع على عاتق ال«بارسا»، بتوجيهٍ من مدربه غوارديولا، ان يضع نصب عينيه تحقيق التأهل كعربون وفاء لتلك الجماهير، عوض دعوتها لمساعدته في تحقيق ذاك الهدف.
ليس برشلونة من يستنجد بأحد، فهو الفريق القادر على تحطيم أيّ كان دون جميل أيّ كان، حتى دون جميل جماهيره، ولهذا السبب فقط هو «برشلونة».
• سؤال محيّر ما زال يؤرق كثيرين: لماذا تخلى غوارديولا عن الكاميروني ايتو واستعان ب«كثير الكلام» ابراهيموفيتش؟
عندما يكون لديك فريق رابح، فانك لا تبدّل فيه، وعندما يكون لديك مهاجم يسجل أهدافا، فان التخلي عنه يمثل ضرباً من جنون.
غوارديولا ما زال يحتاج الى الكثير ليصبح مدرباً لامعاً، ولولا «خطايا» الحكم النروجي اوفريبو في اياب نصف نهائي دوري الابطال 2009 امام تشلسي، لما كان برشلونة ما هو عليه اليوم، وما كان «بيب» نفسه ما هو عليه اليوم.
• برشلونة احترَم كرة القدم امام انتر، احترمها أي لعبها هجوما ودفاعا. اما انتر فقد طبق جزءاً منها، اي الدفاع فقط.
صحيح ان الفريق الايطالي أراد اولاً الحفاظ على تقدمه 3-1 ذهاباً، وتجاوز اقوى فرق العالم ثانياً، وبلوغ نهائي عزّ عليه ثالثاً، بيد ان كل ذلك لا يجيز له الاكتفاء بالدفاع.
لكن مورينيو يملك الحق، كل الحق، باللعب مدافعاً فقط وذلك نتيجة لطرد لاعبه موتا.
لو لم يُطرد موتا، لما استحق مورينيو التقدير، بيد ان ذاك الطرد وعدم صحته يمنحان المدرب البرتغالي الحجة الكافية والعلامة الكاملة على ادائه الدفاعي الرهيب.
• في 20 مارس الماضي، كان لكاتب هذه السطور رأي في قرعة دوري الابطال، نعيد نشره حرفياً كونه فرض صحته، واليكم نصه:
«فور اسدال الستارة على حفل قرعة الدورين ربع ونصف نهائي دوري الابطال (امس)، شرع العارفون ومدعو المعرفة برسم خط مستقيم يشير «بثقة» الى اعادة لسيناريو العام الماضي عندما تواجه برشلونة ومانشستر يونايتد (2 - صفر) في النهائي.
القرعة تحتمل هكذا سيناريو بيد ان هؤلاء ممن حملوا راية ذاك التوجه اغفلوا ان ثمة اندية اخرى تستنشق هواء العظمة في اوروبا، ذاك الهواء نفسه الذي يبقي برشلونة حياً.
نسي هؤلاء بايرن ميونيخ وارسنال وانترميلان، واصابتهم بالتأكيد «حمّى منتخب البرازيل» التي تجعل من خسارة «راقصي السامبا» ضربا من جنون او حتى نتيجة تواطؤ سافر... أبدي.
مهلاً تمهّل يا أيها الكاتالوني «المتعالي»، فالتاريخ لا يشير سوى الى انك توجت بطلا ل«القارة العجوز» في ثلاث مناسبات لا غير منذ انطلاق المسابقة في الموسم 1955/1956.
مهلاً تمهّل... فأمامك حنكة المدرب الفرنسي فينغر (ارسنال)، وبعدها ربما، فطنة المدرب البرتغالي مورينيو (انترميلان) في نصف النهائي.
برشلونة ليس بطلا «واقعيا» لأوروبا (2009) سوى على الورق لانه استعان بأخطاء حكم «غبي» لتجاوز تشلسي في اياب نصف نهائي الموسم الماضي.
برشلونة لا يستحق بالتالي لقب «الفريق الذي لا يهزم» لانه هزم بالفعل في «ستامفورد بريدج» باعتراف الواقعيين من انصاره.
مهلاً تمهّل يا كاتالوني الهوى، ففي كرة القدم فوز وخسارة، وفي الحياة «يوم لك ويوم عليك».
برشلونة حتى الساعة خسر كأس اسبانيا ولا يتصدر الدوري المحلي (لدى كتابة المقال) وليس ضامنا الكأس الاوروبية والعالمية والسوبر بشقيها الاسباني والاوروبي.
مهلاً تمهّل يا عاشق ال«بلاوغرانا»، ففي التأني السلامة وفي العجلة الندامة.
مهلاً فكُتب التاريخ تعلّم كم من عظيم هوى وكم من متعال هبط وكم من بطل سقط.»