كان فجراً باسماً في مقلتيا.. يوم اقبلت من الغيب عليَّا.. اجزم بأن ما يشابه تلك المعاني كان موراتي رئيس ومالك نادي انتر الايطالي يخاطب مورينيو البرتغالي ذلك العبقري الذي جاء من الغيب ليفتح امام موراتي وعشاق نادي الانتر الابواب الموصدة فمنذ 38 سنة لم يتأهل الانتر الى نهائي مسابقة الابطال، حتى جاء سوبر مورينيو ليحقق ما عجز عنه الآخرون، واجزم مرة اخرى بأن الذي يعجز عنه مورينيو ليس لأي مدرب في العالم قدرة على تحقيقه، لذلك تتسابق اندية العالم على امضاء او ارضاء ذلك العبقري، فعشاق نادي ريال مدريد يتحدثون آناء الليل واطراف النهار عن مدربهم القادم ويتمنون ان يولي مورينيو وجهه شطر العاصمة مدريد مدربا للفريق الملكي بينما يمني عشاق نادي الانتر النفس بأن يبقى عبقرينيو في ايطاليا من اجل حصد بطولات اكثر، وبين اماني مشجعي الريال وامنيات عشاق الانتر امعنت نظري في اماني مورينيو فوجدت ان من حق هذا المدرب ان يحقق سداسية من شأنها ان تحفر اسمه في جدار التاريخ ليس لانها سابقة ولكنها لم تكن حلما فكيف تصبح حقيقة؟.
نعم.. سوبر مورينيو
ربما يرى البعض ان الثناء على مورينيو بهذه الصورة شيء من المبالغة، وقد يتصور آخرون ان تحقيق السداسية ضرب من المستحيل، وتعليقا على تلك الصور فانني لا اجد حرجا بان اقول ان المستحيل كلمة ليس لها موضع عند مدرب مثل مورينيو واما ما يخص اسباب الثناء عليه فليس من شك في ان عبقرية ذلك المدرب هي التي اجبرت الجميع على ذلك الثناء، فقد سبقنا الى ذلك المدرب المحنك ساكي عندما قال يجب على مدربي ايطاليا التعلم من مورينيو ولازلت اتذكر ما قاله قوربان مدرب ربون الروسي عندما سألته عن مواجهتي روبن لبرشلونة وانتر في مسابقة الابطال فأجاب قائلا: عندما تواجه برشلونة فانك تواجه كوكبة من النجوم وعندما تواجه انتر فانك تواجه فكر مورينيو، فأي ثناء بعد ذلك؟!
فما قدمه عبقرينيو مع نادي انتر يستنطق العقول ويدعو للذهول فكيف لا ينتزع مورينيو اعجاب الناظرين ويحل موضعا في سطور المادحين وهو على مقربة من تحقيق ثلاثية تاريخية لم تكن في المتناول لولا مدربا يدعى خوزيه مورينيو؟!
فحقيقة لا تقبل الشك تقر بأن عقلية مورينيو التكتيكية هي التي قفزت على جميع حواجز التأهل لنهائي مسابقة الابطال فجميعنا نعلم بأن تشيلسي وبرشلونة هما الحاجز الاصعب لأي فريق في العالم يريد مواصلة مشوار التأهل لنهائي الابطال اضف الى ذلك انهما نموذجان مختلفان من الناحية التكتيكية ومن تلك الجهة تظهر عبقرية مورينيو، فالمتطلبات التكتيكية التي تجعلك تنتصر على فريق مثل تشيلسي تختلف كليا عن المتطلبات التكتيكية التي تمنحك التأهل على حساب برشلونة والنبوغ يكمن في الادوار التي قام بها ايتو وبانديف وشنايدر في المواجهتين ففي مواجهة تشيلسي قد تمركز ايتو وبانديف كمهاجمين على اطراف الملعب ليكونا ثلاثياً هجومياً مع رأس الحربة ميليتو في حين انه في مواجهة برشلونة اختلفت المتطلبات التكتيكية لايتو وبانديف فتمركز الاثنان في وسط الملعب من اجل تضييق مساحات التمرير ليكملا مع شنايدر وموتا وكمبياسو خماسيا دفاعيا يمثل العمق الاول لخط الدفاع ومبلغ الصعوبة في ذلك هو قدرة مورينيو على ايجاد هوية تكتيكية جديدة للكاميروني ايتو والهولندي شنايدر وبغض النظر عن مباراة برشلونة ب«النوكامب» وما صاحبها من ظروف فان مورينيو اثبت للعالم انه يدافع متى يشاء ويهاجم كيفما يشاء فالانتصار على تشيلسي في لندن عجز عنه فريق السداسية وحققه صاحب العبقرية وهزيمة برشلونة بثلاثة اهداف بمواجهة الذهاب اثبتت للجميع ان مورينيو يجيد الهجوم كما ان التأهل ب«النوكامب» يثبت انه يجيد الدفاع واذا ما شاءت الاقدار وحقق الانتر الثلاثية سيثبت مورينيو انه يجيد ايضا تحقيق السداسية.
حظوظ السداسية التاريخية
اتمنى الا يكون الحديث رجما بالغيب فحتى اللحظة لم يحقق الانتر سوى كأس ايطاليا ولكن من باب الاستشراف وقراءة حظوظ نادي انتر في الاستحقاقات القادمة تبدو الامور مواتية لتحقيق ثنائية ستدفع الانتر لتحقيق الثلاثية المنتظرة وعلى اعتبار ان الانتر هو الاقرب عقلا ومنطقا من تحقيق لقب اسكديتو فان النقاش سيكون على حظوظ افاعي مورينيو امام نادي بايرن ميونخ الالماني بنهائي الابطال، ومما لاشك فيه ان الفريقين سيكون لهما الحافز ذاته وهو تحقيق الثلاثية ومن بعد ذلك ستكون الامور ميسرة لتحقيق السداسية التاريخية فحقيقة ان عدم مواجهة برشلونة الاسباني في أي استحقاق تفتح مجالا لنادي انتر او نادي بايرن ميونيخ لتحقيق الانجاز فما هو ممنوح لمورينيو غير ممنوع على فان غال شريطة تحقيق الثلاثية، وحقيقة انني على قناعة بان مشكلة فان غال تكمن بخصمه مورينيو، فقد يكون حافز المدربين متشابه وهو تحقيق الثلاثية و لكن حظوظ الانتر تبقى من وجهة نظري المتواضعة اكبر من حظوظ النادي البافاري بسبب ان فان غال محصور بخيارات تكتيكية معينة في حين ان مورينيو يتمتع بأكثر من خيار تكتيكي اضف الى ذلك ان غياب ريبيري سيسهل على مورينيو تحجيم روبن الذي يعتبر الحل الوحيد لبايرن ميونيخ في آخر مواجهات الفريق واعيدها مكررا انني لا ارجم بالغيب ولكنني ارى ان حظوظ الانتر في تحقيق الثلاثية كبير جدا وقد يخالط تلك الرؤية شيء من الاماني ولكن تبقى الامنية الكبرى هي تحقيق السداسية التاريخية فهل سيسعى مورينيو في حال تحقيقه الثلاثية لتحقيق انجاز السداسية ام انه سيبحث عن انجاز جديد.. هناك في مدريد؟!.