على الرغم من بروزه كنجم في أعمال البيئة الشامية وخاصة في السلسلة الشهيرة «باب الحارة» وبأجزائه الخمسة وبدور «معتز» الشاب القبضاي في الحارة، فإن الفنان السوري الشاب وائل شرف وبأدائه الفني الاحترافي ومهارته في الأداء وتمكنه من إيصال مضمون الدور الذي يؤديه إلى الناس وبجدارة كما يؤكد العديد من المتابعين لفنه والنقاد في مجال الدراما برز وبقوة أيضا في أعمال درامية مختلفة منها التاريخي والاجتماعي المعاصر وجسد من خلالها العديد من الشخصيات القريبة من الناس والمجتمع. «الشرق الأوسط» التقت الفنان السوري وائل شرف في دمشق وكان الحوار التالي:
* ما الأعمال الدرامية الجديدة التي تنوي المشاركة فيها حاليا؟
- هناك مسلسل اجتماعي معاصر يحمل عنوان: «ثنائيات الكرز» للكاتب محمد ماشطة والنص بين يدي أقرؤه ولم يحدد بعد مخرج العمل وسيكون من بطولتي مع مجموعة من النجوم السوريين أبطال العمل أيضا، ومن المفترض أن هناك عملا للمخرج بسام الملا من البيئة الشامية وهو «خان الشكر» ولكن لم يقرر بعد لأنه لم يتقرر بعد أيضا إمكانية تصوير جزء سادس من «باب الحارة».
* هل هناك جزء سادس من «باب الحارة» رغم نفي المخرج الملا إمكانية ذلك؟
- من الممكن تصوير جزء سادس ولا أدري ما هو رأي المخرج بسام في هذا الموضوع حيث لم يكن بيننا تواصل منذ شهر تقريبا ولكن معلوماتي من المخرج مؤمن وما قرأته على شبكة الإنترنت أن هناك حاليا استفتاء جماهيريا إن كان يرغب الجمهور بجزء سادس أم لا؟ وحسب نتيجة الاستفتاء ورأي الجمهور سيتقرر ذلك.
* وهل أنت مع تنفيذ جزء سادس؟
- بالنسبة لي شعرت أن السلسلة تكتمل بخروج الفرنسيين من سورية ويتوج نهاية العمل بعيد الجلاء هذا إحساسي كشخصية داخل هذا العمل منذ خمس سنوات، ولكن هل نحن بحاجة لجزء سادس فالبعض في سورية حيث التقيت مجموعات من الناس قالوا لي لا نريد جزءا سادسا بينما التقيت أشخاصا من خارج سورية في لبنان ودبي والكويت قالوا لي نريد جزءا سادسا، فهناك تضارب في الآراء وهذا المشروع صار ملك الناس وهم من يقررون ذلك لأنهم هم قرروا وجود أجزاء من العمل عندما نجح الجزء الثاني منه.
* هناك من قال إنك عندما أصبحت عكيد الحارة في الجزء الخامس توقف العمل مع أنه يجب أن تكون من البدايات عكيدا حيث الكاريزما الشخصية لك مناسبة لهذا الدور ومن الضروري إعطاء مساحة أكبر لإبراز ذلك.
- أديت الشخصية العكيد معتز في أواخرها كأجزاء ولكن نصب معتز كعكيد في الحلقة السادسة من الجزء الخامس أي في 25 حلقة من العمل، ولكن الإحساس هنا أنه برز كعكيد في الأخير السبب أن العكيد امتد على مدى سنوات بينما معتز لم يشتهر إلا في رمضان وبعده كعكيد ولكن هناك أعمالا أخرى يمكن أن تعطي جوانب أخرى عن شخصية وائل شرف والذي جسد شخصية «معتز» في باب الحارة.
* ولكن الشخصية كانت طاغية على معظم أعمالك الأخرى هل سببت شخصية معتز لك مواقف معينة من الناس في الشارع والأماكن العامة؟
- في الواقع لقد شعرت بحب الناس لهذه الشخصية ولم أتعرض مطلقا لمواقف مزعجة بل تعرضت لمواقف جميلة جدا ومنها مثلا عندما كرمنا كمجموعة العمل في الأردن في عام 2008 فمن المواقف الطريفة أن بدلتي التي كنت أرتديها تمزقت من محبة الناس حيث أرادوا مصافحتي والسلام علي وهجموا بمحبة عندما شاهدوني في المسرح الملكي بعمان، وما زلت أحتفظ ببدلتي الممزقة كذكرى جميلة تؤكد حب الجمهور لهذه الشخصية التي جسدتها فهذا الشيء يسعدني ويشرفني ويحسسني أنه ما زالت الدراما التلفزيونية السورية تستطيع أن تعطي وتنتج وأنها ما زالت في خضم أوجها وأنها في مخاض وأتمنى أن ينتج عن هذا المخاض سينما سورية.
* أنت موجود في باب الحارة من جزئه الأول وحتى الخامس لماذا لم تحصل حساسية وإشكالات مع المخرج كما حصل مع بعض نجوم العمل وفارقوه؟
- أنا مثل بقية الزملاء الذين ظلوا في أجزائه الخمسة وليس شرطا أن يحصل معي مشكلات (الله يبعد المشكلات ووجع الرأس) وبشكل عام أنا من الأشخاص المسالمين ولا أحب المشكلات على عكس شخصية معتز تماما وأنا أحترم مهنتي وملتزم بها في مكان التصوير وتحضيري للدور وغير ذلك.
* ألا تخاف أن ينظر إليك المخرجون من باب الأعمال الشامية التي تألقت بها على حساب الأنواع الأخرى من الدراما؟
- يعرض علي في كل عام أكثر من عمل وفي عدة اختصاصات وكنت حريصا في كل عام في السنوات الخمس الماضية أن أقدم شخصية أخرى غير «معتز» فمثلا قبل أربع سنوات ومع الجزء الثاني من «باب الحارة» قدمت شخصية حلبية وهي أحمد بمسلسل «كوم الحجر» وكانت شخصية مختلفة تماما وفي العام التالي قدمت شخصية عجاج في مسلسل «بيت جدي» وشخصية أخرى في مسلسل «القضية 6008» وهي شخصية عصرية وفي العام الماضي قدمت شخصية الطبيب فؤاد بمسلسل اجتماعي معاصر وهو «قلبي معكم» وهذا العام قدمت شخصيتين مختلفتين إلى جانب «معتز» وهما شخصية مجيد في مسلسل «بعد السقوط» وشخصية جواد في مسلسل «لعنة الطين»، وأقصد من هذا الاستعراض أنني لست خائفا مطلقا من التركيز علي بنوع واحد فقط من الدراما وهي البيئة الشامية.
* برأيك كيف نحافظ على تألق ونجاح دراما البيئة الشامية؟
- برأيي يجب أن نحافظ على نجاح الدراما السورية بشكل عام حتى نستطيع المحافظة بشكل خاص على أفرع هذه الدراما من البيئة الشامية وحتى التاريخي والعصري والكوميدي ونستطيع المحافظة على هذا النجاح والتطور من خلال المواظبة على الاجتهاد فعلى كل شخص بمكانه أن يجتهد ويعطي أقصى ما لديه من إبداع والحقيقة الدراما السورية هي دراما ولادة لأشخاص مبدعين إن كانوا مخرجين أو كتابا أو ممثلين أو فنيين وحتى العاملين في الكواليس أمام الكاميرا أو خلفها فهم مبدعون.
* هل لديك أعمال خارج سورية وما رأيك في تجربة الممثلين السوريين في الدراما المصرية؟
- أحترم تجربتهم وأثني عليها وهي تجربة قديمة حيث كان العديد من الفنانين السوريين موجودين في الدراما المصرية وفي الغناء والسينما وهم معروفون وفي رأيي أن هذه المشاركة مهمة وليست خطأ فالعرب يتحدثون بنفس اللغة ولدينا نفس العادات والتقاليد ومن يزر مصر من السوريين فلن يشعر بأنه بعيد عن سورية وسيشعر بأنه في بلده ولكن كون مصر بلد التسعين مليونا وبلد النيل وفيها الحضارات القديمة فهي تستطيع أن تسرقك وأن تجذبك بكل ما لديها من جمال، وفي رأيي أن كل من سيذهب إلى مصر سيغرق بالمعنى الإيجابي للعبارة والغرق هنا سيكون في تفاصيل الحياة المصرية ونحن كسوريين نستطيع أن نندمج بأي ثقافات وحضارات أخرى ونستطيع أن نكون كأولاد البلد كالمصريين والخليجيين والمغربيين.
* هل يعني ذلك أنك تؤيد من يقول إن الدراما السورية سحبت النجوم السوريين وأثرت بذلك على الدراما السورية؟
- ما زال هناك في سورية نجوم أكثر مما سحبت ولم تتأثر الدراما السورية بجذب نجومها لمصر والدليل على ذلك إنتاج الكم والنوع من الأعمال السورية في العام الماضي والحالي ويمكن أن يكون انخفض الكم ولكن النوع كان أفضل.
* ألم يعرض عليك المشاركة في الدراما المصرية؟
- عرض علي في العام الماضي بطولة فيلم سينمائي مصري ولم يتم ذلك وليس سببه الغرق بمعناه الإيجابي؟!.. وإنما الفن كشرط استثنائي فبرأيي أي نص تلفزيوني أو سينمائي يجب أن نتعامل معه من حيث جودته فإن كان جيدا أتعامل معه كتحفة فنية تقدم لها وتأخذ منها ولذلك هنا وبمكان ما يمكن أن نبدع.
* ما الخطوط العريضة والدقيقة للمحافظة على نجاحك السريع وتألقك في العمل الدرامي؟
- أشكرك على هذا السؤال ولكن من الصعب أن أتنبأ ماذا سيحصل في المستقبل ولكني سأبذل جهدا مضاعفا لكي أستمر في هذا الطريق حتى أحافظ على هذه المكان ولكن إحساسي يقول إنني لم أصل للقمة وهذا يعطيني دافعا لكي أحافظ على نجاحي.
* هل تنتقد نفسك وأدائك في عمل ما بعد عرضه؟
- بالتأكيد فهذا شيء بديهي أن يراجع الفنان نفسه بشكل دائم فأنا في عام 2001 لست كما أنا في عام 2010 ولن أكون كما أنا في عام 2020 وهذا يعود للحسابات والمراجعة ونتيجة الاختلاط الدقيق والاندماج بتفاصيل النصوص والروايات والأفلام والمسرحيات يجعلني حريصا على التطور ويفتح أمامنا الطريق حتى نستطيع الفصل بين الصح والخطأ وبشكل نسبي.
* هل لديك مشاركات قادمة في مجال السينما؟
- عرض علي المشاركة في فيلم إيراني وما زلت أفكر أأوافق على المشاركة فيه أم لا وأتمنى أن يكون هناك سينما سورية حقيقية ولدينا تجارب للمؤسسة العامة للسينما ولبعض المخرجين وأنا أحترمها ولكن لا يكفي أن نصنع فيلما أو فيلمين في العام ويجب أن يكون هناك سينما شبابية سورية وهذا ما أرجوه وأنا أتوقع أن يحصل لدينا سينما سورية نشطة في العام المقبل.
* هل لديك طموح لمشروع إخراجي كما فعل بعض الممثلين السوريين الذين تحولوا لمخرجين؟
- حاليا لا، وكانت لدي مثل هذه الفكرة ولكن أتحفظ عليها والسبب أن إحساسي يقول لي إن خوض التجربة الإخراجية لم يحن بعد، والمخرج في رأيي متذوق جيد للجمال ويجب أن يمتلك مخزونا هائلا ثقافيا وفكريا ومعرفيا وأن يمتلك الخبرة وهذه جميعها يجب أن تكون بالمخرج ولذلك ما زال الوقت مبكرا لخوضي تجربة الإخراج. وأنا أرى تجربة الزملاء في الإخراج جيدة وبعضهم أصبح مبدعا كحاتم علي، وآخرون ما زالوا في خضم هذه التجارب وما زالوا يبحثون عن الهوية الإخراجية الخاصة بهم، والإخراج حق مشروع لكل الفنانين السوريين خاصة مع غياب أكاديمية سورية تدرس الإخراج وتخرج مخرجين متخصصين، والإخراج عملية معقدة جدا، وفي رأيي أن الإخراج التلفزيوني أسهل من السينمائي كتكنيك ولكن الإخراج التلفزيوني أصعب لأن العمل التلفزيوني يدخل لكل بيت ومشاهدو المسلسل هم كل شرائح المجتمع أما في السينما فالمشاهد يدفع ثمن البطاقة ويدخل الصالة فإن أعجبه الفيلم استمر في مشاهدته وإن لم يعجبه يستطيع أن ينسحب.
* ما رأيك في الدراما المدبلجة وهل أثرت فعليا على الدراما السورية؟
- لا لم ولن تؤثر على الدراما السورية والفائدة برأيي من الأعمال المدبلجة أنها ساعدت بنشر اللهجة السورية إلى أصقاع الوطن العربي وهذه نقطة إيجابية لمسلسلات الدراما المدبلجة، وأنا لم أشاهد هذه الأعمال بشكل متكامل ولكن سمعت أن هذه الأعمال لا تناسب مجتمعاتنا وعاداتنا وتقاليدنا وأسرنا ولذلك فضلت أن أكون في الوسط لأن هذه الدراما قدمت شيئا إيجابيا وشيئا سلبيا ولذلك لا أستطيع أن أحكم عليها سلبا أو إيجابا ولندعها تأخذ حدودها القصوى فإن كانت تجربة الدراما المدبلجة لها مصداقية فستستمر وإن كانت فقاعة فستزول.
* ما هو وضعك العائلي؟
- أنا متزوج من الصحافية والإعلامية خلود الصوا ولي طفلان وهما ليمار (يعني بالعربية الفصحى بريق الذهب) وعمرها سنتان وتسعة أشهر ولدي طفل (جود) عمره عشرة أشهر.