قامت جامعة ايبلا الخاصة باقصاء العشرات من الطلاب من كلياتهم التي سجلوا فيها كمستجدين للعام الدراسي 2010 ـ 2011 ، بعد ان أصدرت مفاضلتين متناقضتين مرجعة سبب ذلك إلى " القرارات الوزارية ".
و علم عكس السير من عدد من الطلاب و ذويهم الذي زاروا مكتب عكس السير إن جامعة ايبلا الخاصة تركت عشرات الطلاب المسجلين لديها في قسمي الصيدلة و هندسة العمارة خارج أسوار الجامعة بعد ان قبلوا فيها بموجب المفاضلة الاولى التي اعلنتها الجامعة على موقعها الالكتروني .
وروى أحد الطلاب الذين قبلوا في كلية الصيدلة في الجامعة لـ عكس السير إن الجامعة اصدرت مفاضلتها الاولى و تم على أساسها قبول 91 طالبا في هذه الكلية معتبرين الحد الأدنى للقبول 208 ، ثم أصدرت مفاضلة أخرى بعدها بأسبوعين تم بموجبه قبول 11 آخرين معتبرين الحد الادنى للقبول 206 ليصبح المجموع الكلي 102 طالبا في كلية الصيدلة .
و يتابع " و فوجئنا بعد دوامنا لمدة ثلاثة أسابيع في الجامعة و دفعنا الرسوم المستحقة للجامعة و المقدرة بنحو 330 ألف ليرة سورية ، بإبلاغنا أن الجامعة ستقبل 40 طالبا متذرعة بأنه " قرار وزاري " و رفعت بموجبه الحد الأدنى للقبول في كلية الصيدلة إلى 222 ".
وأضاف " أما بقية الطلاب ( 102 – 40 = 62 ) طالباً فخيروا بين الدراسة في كلية أدنى في نفس الجامعة مثل الهندسة المعلوماتية او إدارة أعمال أو سحب قيدهم من الجامعة ، علما ان اغلب الجامعات قد انتهى التسجيل فيها ، ما يعني اننا فوتنا عاما كاملا " .
و أثار قرار الجامعة غضب الأهالي الذين توافدوا خلال الأيام الماضية إلى الجامعة بكثرة متهمين الجامعة بالتلاعب بمصير ابنائهم .
و قال والد احد الطلاب لـ عكس السير: " سجلنا في عدد من الجامعات الخاصة و دفعنا الرسوم فيها و بعد صدور المفاضلة فضلنا هذه الجامعة بحكم قربها من سكننا الكائن في حلب و رفضنا بقية الجامعات إلى أننا فوجئنا بقرار إدارة الجامعة التي رمت ولدي خارج الجامعة ".
و أضاف " اقترحت الجامعة علينا أن نقوم (أولياء الطلاب) بتسجيل أولادنا في كلية إدارة الأعمال على أن يتم نقلهم في السنة القادمة إلى كليتي الصيدلة و العمارة ،إلا أن هذا الأمر ليس إلا إبرة تخديرية لامتصاص فورة الأهالي لحين انتهاء المشكلة و خاصة انه لا يوجد اي ضمان لهذا الاقتراح ، حيث ترفض إدارة الجامعة تزويدنا بكتاب او وثيقة رسمية تقضي بنقل ابني في العام القادم إلى كلية الصيدلة ".
و أكمل " و من يضمن لي ان لا تظهر مشكلة أخرى على السطح السنة القادمة في قضية النقل ".
و تساءل " مهما كانت المبررات و المسوغات , أريد أن أعرف من هو المسؤول عن ضياع مستقبل ابني ؟ لا يهمني ان كانت الوزارة اخطأت أم الجامعة قصرت , ما يهمني ان يجدوا حلا لابني في هذه الجامعة و بالاختصاص الذي يريده و ليس بالاختصاص الذي يريدونه هم " .
و تعاني الجامعة منذ أسبوع من ازدحام في طرقاتها بسبب الإقبال الكبير لأولياء الطلاب في الجامعة .
و قامت الجامعة الثلاثاء بدعوة أهالي الطلاب إلى اجتماع مع رئيس الجامعة الذي كانت الطرق المؤدية إلى مكتبه مغلقة طوال الأيام الماضية .
عكس السير كان حاضراً في الاجتماع ،حيث قام رئيس الجامعة بتقديم شرح للاهالي حول ما جرى خلال الأيام الماضية .
و شهد الاجتماع توترا و انفعالا من قبل الأهالي و علا الصراخ خلال الاجتماع .
ماذا جرى في الاجتماع ..
استعرض رئيس الجامعة الدكتور " عزام كتخدا " ما حدث خلال الأيام القليلة الماضية ، و قال لأهالي الطلاب إن الوزارة هي التي خفضت أعداد الطلاب المقبولين في كليتي الصيدلة و هندسة العمارة ، مشيرا إلى ان قرارا وزاريا صدر بعد صدور نتائج المفاضلة في الجامعة بتاريخ 18 ـ 10 حصرت عدد الطلاب بعدد الكادر التدريسي حيث ( 20 طالبا لكل دكتور في الجامعة ) , بالإضافة إلى ان الوزارة اشترطت أن يكون الأستاذ الجامعي هو خريج من نفس الاختصاص ، حيث منعت الدكتور الجامعي الذي تخرج من كلية الكيمياء ان يدرس في كلية الصيدلة ، و منعت الدكتور الذي تخرج من كلية الهندسة المدنية من التدريس في كلية الهندسة المعمارية رغم أن ذلك متاح في الجامعات الحكومية .
و بين الدكتور عزام أن الجامعة استدركت ذلك و أرسلت فاكسا باسماء ستة دكاترة جامعيين تعاقدت معهم ، إلا أن الوزارة لم تقبل ذلك بحجة انتهاء فترة تقديم العقود .
بعد الأخذ و الرد .. الجامعة : أولادكم صيادلة و معماريون في العام القادم و لكن لا يوجد ضمانات
و استمر السجال بين الطلاب و ذويهم من جهة ، و إدارة الجامعة متمثلة برئيسها الدكتور عزام كتخدا و عميد كلية الصيدلة الدكتورة غادة بشور و عميد كلية الهندسة الدكتورمحمد رياض صابوني من جهة اخرى .
و اقترحت الجامعة على أولياء الطلاب (حرصا و التزاما منها بمستقبل الطلاب، على حد قولها) على أن يقوم الطلاب بالتسجيل في كلية إدارة الأعمال لهذا العام ، و يتم نقلهم مع بداية العام القادم إلى كليتي الصيدلة و الهندسة المعمارية ، باعتبارهم طلاباً في السنة الثانية .
و حول تأثر الطلاب بالمقررات التي سيدرسها في السنة الأولى و خاصة ان احدها تهتم بـ " البزنس " (ادارة الأعمال) و الثانية في الكيمياء (الصيدلة)، قال الدكتور عزام في تصريح لعكس السير أن مواد السنة الأولى مشتركة بين جميع الكليات .
و طالب الأهالي بوثيقة أو أية ورقة من الجامعة تلزمها في المستقبل باقتراحها ، إلا أن إدارة الجامعة رفضت ذلك بحجة أنها " تغضب الوزارة " .
و قالت إدارة الجامعة أنها تحاول حاولت طمأنة الأهالي بأنها تجري حوارات و اتصالات لحل المشكلة خلال وقت قريب .
وتشهد جامعة إيبلا بحسب القائمين عليها غياباً لممثل الوزارة في الجامعة منذ أربعة أشهر , وذلك بعد تعيينه رئيساً لجامعة حلب .