نشرت حلا خير بك في الخليج أن السينما السورية لا تتمتع بالرواج والنجاح اللذين تنعم بهما الدراما، بل الأغرب أنها لا تستعين بنجومها . وما تحقق من محاولات سينمائية بدا أنه يعتمد على وجوه شابة تبدو هي الأخرى حريصة على الاشتراك في هذه المحاولات انتظاراً لنهضة سينمائية يبشر بها كثيرون، خاصة مع دخول القطاع الخاص المجال السينمائي .
من يدافعون عن الاستعانة بالوجوه الجديدة في السينما يقولون إن ذلك طبيعي، لأنه لا حاجة إلى نجوم يحققون إيرادات في غياب دور العرض أصلاً، ومن شاركوا في أعمال سينمائية يقولون إنهم خضعوا لاختبارات أداء، والبعض يربط امتناع نجوم الدراما عن السينما باحتواء أعمال على مشاهد يرفضونها، فأين الحقيقة؟
يقول الفنان ميلاد يوسف: “معظم الممثلين المشاركين بالأفلام لا نعرفهم ويبدو أنها رؤية خاصة بالمخرجين تقتضي الابتعاد عن الممثل النجم لكن برأيي أن هذا لن يقدم للسينما السورية نتائج من حيث الانتشار والجماهيرية . ومن المهم أن تستعين السينما بنجومية ممثلي الدراما وتكنيكهم العالي الذي وصلوا إليه، لكن أفلامنا حتى الآن، سواء في المؤسسة العامة للسينما أو القطاع الخاص، بعيدة عن هذه الرؤية وهمها الأكبر المشاركة بالمهرجانات”، وبالمقابل يبدو أن ميلاد بدأ يدافع عن وجهة نظره باتخاذه موقفاً من السينمائيين تجلى بعدم متابعته حتى الآن فيلم (مرة أخرى) للمخرج جود سعيد والذي نال جائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان دمشق السينمائي 2009 بالرغم من توسمه خيراً بما سمع عن احتواء الفيلم كل عناصر النجاح وما يبشر به من كسر لجمود السينما السورية وتوجهها نحو الواقعية الحية . والأهم كان تبريره عدم حرصه على المتابعة “مهما كنا عاشقين ومتلهفين للسينما لا بد أن نتخذ في إحدى اللحظات نحن نجوم الدراما موقفاً من القائمين على الصناعة السينمائية” .
وبينما تؤيد الفنانة جيهان عبد العظيم أهمية النجم للشباك، أرجعت اتجاه المخرجين للوجوه الجديدة من دون النجوم إلى عدم قبول الفنانات السوريات بتمثيل مشاهد ساخنة وهو ما دفعها لرفض عدد من الأدوار السينمائية على الرغم من توقها إلى الحصول على فرصة .
وذكرت الفنانة كندة علوش الوجه السينمائي المعروف التي حطمت رقماً قياسياً، بالنسبة للسوريات، بالمشاركات السينمائية، أن جميع مشاركاتها السينمائية تمت من خلال خضوعها لاختبار كاميرا هي وعدد كبير من الفنانات السوريات ليقع عليها الاختيار أخيراً . وتأسف علوش لعدم الاهتمام بتوسيع القاعدة الجماهيرية للسينما وعاملها الأساسي نجوم الشباك ويعود هذا الابتعاد من وجهة نظرها للتوفير في الأجور.
ويرى الفنان قيس الشيخ نجيب أن الهم السينمائي السوري حالياً لا يعنى بشباك التذاكر لأن شروط الشباك تتطلب رصد إيراداته أسبوعياً من صالات العرض الخاصة وهي غير موجودة في سوريا .
وأوضح أنه عندما يتوفر هذا الشرط بالتأكيد سيتجه المخرجون جميعاً نحو النجوم، مؤكداً حرصه على المشاركة السينمائية من باب المتعة الشخصية .
وشدد المخرج عبداللطيف عبدالحميد، ممثلاً للقطاع العام، على أن الفيلم هو الذي يفتح شباك التذاكر وليس النجم . وأضاف أن عملية الاختيار لديه لا تتوقف على النجومية، وإنما يحرص على وضع الممثل المناسب بالمكان المناسب ليخدم قصة الفيلم ويجري لكل فيلم اختباراً يستمر أشهراً إلى أن يعثر على ضالته، وضرب مثلاً فيلمه (رسائل شفهية) الذي استمر عرضه بصالات ممتلئة ستة عشر شهراً موضحاً أن جميع ممثليه كانوا يومها وجوهاً جديدة اكتسبت شهرتها منه، و بدا متعاطفاً مع مسألة الوجه الجديد حيث يعتبر من حق الخريجين أصحاب الموهبة أن تتوفر لهم الفرصة المناسبة .
ويمثل شيخ المنتجين السوريين هيثم حقي الأكثر إنتاجاً كقطاع خاص ويبشر بتوليه إنتاج الأفلام السورية لصالح شبكة “أوربت” الفضائية مع احتفاظه بحقوق عرضها في الصالات السورية بنهضة سينمائية سورية من حيث كم الإنتاج والنوع، وأكد حقي الحريص على تواجد نجوم التلفزيون في بطولة أفلامه وإنما عدم الاكتراث حالياً بما قد تقدمه النجومية لشباك التذاكر كون الشباك بحاجة لأكثر من ثلاثين صالة في دمشق وحدها ليأتي الفيلم بإيرادات . وذكر أن فيلم “سيلينا” الوحيد الذي كان ممكن أخذه من هذا المنظور كونه تجارياً ويمتلك صالة عرض خاصة.