ناقشت اللجنة الفنية المشتركة السورية التركية للسياحة التي بدأت اجتماعاتها اليوم برئاسة وزير السياحة الدكتور سعد الله آغة القلعة ونظيره التركي أرتوغرول غوناي سبل تفعيل التعاون في مجالات التسويق والترويج السياحي المشترك والتدريب والتأهيل وتبادل الخبرات والخدمات السياحية والاستثمار السياحي المشترك وتشكيل لجان متابعة.
وناقشت اللجنة تحديد المسارات الثقافية والدينية والتاريخية والبيئية المشتركة وتطوير منتجات سياحية مشتركة تستثمر التراث الثقافي والحضاري للبلدين وتحافظ عليه وتحديد مسارات خاصة بالرحلات البحرية بينهما وتحفيز القطاع الخاص في البلدين لتنظيم ورش عمل لوضع برامج وخطة تنفيذية للترويج والتسويق المشترك للبلدين كإقليم سياحي واحد في البلدان الأخرى والمغتربات والأسواق البعيدة وإصدار مطبوعات ومواد إعلامية وتلفزيونية تبرز المعالم السياحية والأثرية للبلدين وأخرى للمسارات السياحية المشتركة وتنظيم حملات إعلامية إعلانية مع تحديد المنتج السياحي لكل سوق0
كما ناقشت اللجنة سبل تفعيل التعاون في مجال التدريب والتأهيل وتبادل الخبرات والجولات الاطلاعية للعاملين في المجال السياحي والفندقي وجودة المنتج السياحي والتعاون بين الجامعات والمعاهد والمدارس ومراكز التدريب وتسهيل دخول المجموعات السياحية بين البلدين وتنقلها ودراسة حركة الطيران وتقديم التسهيلات في المطارات والمعابر الحدودية للمجموعات السياحية وتنسيق الرحلات السياحية البحرية إضافة إلى وضع أسس ومعايير فنية مشتركة لتصنيف وتسعير الخدمات السياحية ومقاربتها وتطبيق مؤشرات الجودة وتفعيل التعاون في مجال الاستثمار السياحي المشترك وتنظيم معارض للمشاريع المطروحة على الاستثمار السياحي.
وأشار آغة القلعة إلى أن الاجتماع يأتي في إطار العمل المشترك وتحفيز السياحة بين البلدين وتشكيل فضاء سياحي مشترك والانطلاق بالعلاقات الأخوية والصداقة بعد قرار قيادتي البلدين العام الماضي المتعلق بإلغاء تأشيرات الدخول والذي ساهم في تحويل السياحة بين سورية وتركيا إلى سياحة داخلية حيث دخل إلى سورية 5ر1 مليون سائح تركي لغاية شهر تشرين الثاني 2010 وبنسبة 10 بالمئة من مجمل السياح القادمين إلى سورية منهم 865 ألفا اقاموا ليلة واحدة على الأقل وزار تركيا خلال الفترة ذاتها 828 ألف سائح سوري.
وبين وزير السياحة أن السياح الأتراك يشكلون المرتبة الرابعة بالنسبة للسياحة السورية و بمعدل نمو وصل إلى 136 بالمئة مقارنة بين عامي 2009-2010 ما سيؤدي إلى زيادة قوة البلدين على المستوى السياحي الدولي أمام السياح المحتملين من الدول الأخرى لافتا إلى أن الفضاء السياحي بين سورية وتركيا الذي يضم أكثر من مئة مليون مواطن استقبل العام الماضي 37 مليون سائح وتجاوزت وارداته 30 مليار دولار.
وقال إنه سيتم تقديم المزيد من التسهيلات لتحفيز السياحة وتعزيز الشراكات بين شركات البلدين وزيادة حركة القدوم الجوي وإطلاق الفضاء السياحي والاستفادة من عناصر القوة لرسم مسارات سياحية مشتركة والترويج لها وتقديم التسهيلات للسياح وتشجيع شركات الطيران الوطنية والخاصة لبناء تحالفات بينها تسمح للسياح القادمين من أي بلد الوصول والمغادرة بمرونة وسهولة وسعر مناسب.
بدوره أشار غوناي إلى الخطوات الكبيرة التي قطعها البلدان وشعبيهما ومدى التقارب وصلات القربى التي تجمعهما موضحا أن عدد السياح الذين زاروا تركيا العام الماضي بلغ 28 مليون سائح احتل السياح السوريون المرتبة التاسعة.
وأكد وزير السياحة التركي أن تطور العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين انعكست نتائجه في المجال السياحي الذي يؤمن التواصل بين الشعبين وينعش الصداقة بينهما مستعرضا الإجراءات التي أدت إلى تسهيل حركة القدوم بين البلدين ومنها الخط الحديدي بين حلب وغازي عنتاب الذي يمكن تطويره ليصل إلى أنقرة وأسطنبول ودمشق وزيادة عدد الرحلات الجوية والاستفادة من المقومات السياحية التي تتميز بها كل دولة.
ولفت غوناي إلى التعاون في المجال الثقافي والسعي لافتتاح مراكز ثقافية متبادلة خلال العام الجاري في دمشق وحلب وأنقرة وأسطنبول وترميم بعض المواقع التاريخية التي يمكن أن تكون منتجات سياحية والاستثمارات التركية السياحية في سورية داعيا إلى الترويج بالشكل المناسب للسياحة بين البلدين.
وقدم خلال الاجتماع عرض حول المسارات السياحية المشتركة التي يمكن تقديمها للسياح ومنها طريق الحرير والتركيز على العناصر المشتركة فيه.