مطرٌ ينهمرُ في بعضه دفءٌ وفي بعضه الآخر خبء
صبيةُ تركض تحت المطرِ لعلها تحلقُ يوما واخرى تكفكف دمعاتها باخرى
وأنتِ مادوركِ ياترى ؟
ولمَ يصادفُ مع كل ذكرى بكاء هطول مطر ؟
هل هو لإخفاء ذاك الحزن الدفين ام حاجتنا لشئ يشعرنا بالأمل
و ربما يكون الاثنان
لم لاتصفين لي البكاء فقد فقدت منذ مدةٍ حاسه الشعور بشئ
اجابتني فقالت...........
فليكن إذا
قبل أن تبدأي طقوس البكاء يسبقه لحظتان الاولى صدمة والاخرى شحوب
فالصدمة يحلو لها ان تصيبك في قلبك ورأسك معا
فتفقدك الشعور وتكسبك اللاوعي
وأما الشحوب فتنضب كلماتك فلا تتعجلي شيئا الا الهرب
وأما الهرب
فأنتِ حينها واحد يركض واثنان داخلك يتصارعان
كل منهم لاخيار لديه سوى الموت او الهرب
والنصر للاقوى
وقلبك فسترغبين بامتلاك قوة العالم لنزعه فقط من مكانه والقاؤه بعيدا
فحرقته لحظتها لايصفها واصف
ربما ان كنا بلا قلوب لكانت الحياة افضل
فعندها تستطيعن ان تنجزي كل شئ بلا املاءة ضمير
وان ترتاحي دوما من ذلك الذي يصارعك على كل شئ تفعله
يالها من راحة استثنائية
اما إن اردتِ ان تحتفظي بقلبك
فعليكِ اذا ان تجدي نفسك
فكثيرا ما ستجدينها هاربة منك
عليكِ أن تفتشي عنها بلا كلل
وإذا ما وجدتها
فتعلمي كيف تحتفظين بها جيدا
وأخبريها عن تفاصيل غيابها
وعن شوقك لها
وعن حروفك التي كانت تبحث عنها ليل مساء
وعن حيرتك التي ألفتِ الليالي في دأبها
وعن قلقك الذي ماعاد النوم بسببه يداعب جفنيك
أخبريها عندما تلتحفين الصمت وتجدينه ينكرك
وعن تلك الجمادات التي عجزتِ عن رؤية الجمال بها منذ أن فقدتِ قلبك
أخبريها كم وجدتِ نفسك في كل اغنية اطرقتِ لها مسمعيك وكأنها تحكيكِ وحدك
واسمعيها كم كان وقع غيابها ترنيمة قاسية لم تقدكِ الى التيه فحسب بل تجرعتِ معها كؤوس الجنون
وأنكِ حين نظرتِ إلى صورتك وأنتِ صغيرة لم تبصري فيها ملامحك مجددا
بل رأيتِ طفلة نثر الزمن عليها غباره فما عادت ترى الحياة مجددا
وعنك عندما ركضتي تحت المطر ظنا منك انك قد تحلقين يوما وتتحري من ذنب هطولهم
فما عدتِ تبصرين الواقع بقلبك مجددا
فقد افقدته تخمة المشاعر الشعور
قد عرفتِ كيف يكون البكاء الان
فإن أردتِ المجازفة فاحزمي قلبك جيدا واستعدي لمتاهات البحث الطويل
مهلا
ولكن إن كان البكاء كما وصفته فلم نتعب انفسنا به .؟
تحياتي لكم