بقلم مصطفى زروال
حتى لا تصبح ضحية المجتمع ..
موضوع حساس وخطير
للغاية كان ومازال ينهش بجسد العديد من المجتمعات وخاصة المجتمع الشرقي والمغاربي،
إلا وهو الوقوع بالغلط مهما كان نوعه والذي يبدأ بالكلام المعسول وينتهي
بعواقب وخيمة وطبعا كل نوع من الغلط له آثاره وأسبابه وعواقبه ولا نستطيع
تقييم جميع الأغلاط بنفس العواقب والأساليب، ولنكون أكثر حيادية فليس هناك
إنسان على وجه الأرض معصوم عن الغلط والأخطاء في حياته ولكن غلط عن غلط
يختلف وخطا عن خطا أيضا يختلف ففي كل الأحوال نحن بشر ولسنا ملائكة.
واليوم
ارتأيت إن أقف على اخطر الظواهر التي تنهش بجسد مجتمع اليوم وهي عديدة
نأخذ منها اليوم ظاهرة التحرش الجنسي داخل المجتمع وهروب جنس معين وراء
الجنس الأخر تاركا الدين والعادات والتقاليد والسمعة والشرف و..الخ، ونعرج
على أهم الأسباب التي تجعل الإنسان يقع في هذه الأغلاط التي من شانها إن
تقوم المجتمع ولا تقعده وخلق أنواع عديدة وخطيرة من الجرائم التي لها أول
وليس لها أخر بالإضافة إلى خلق الثار والحقد والكراهية.
إن انتشار ظاهرة
التحرش الجنسي ولاسيما في العديد من الدول العربية وغيرها ونخص اليوم
العراق بجميع مدنه، والذي لم يبدأ ظهورها بيوم وليلة بل كانت هذه الظاهرة
منذ مئات السنين متفشية داخل المجتمع العراقي للأسف، ولوجودنا اليوم في هذا
الزمان والمكان تحديدا نستعرض معا وإياكم أهم الأسباب والمخاطر والعواقب
لانتشار هذه الظاهرة وطرق الوقاية والعلاج لهذه الظاهرة الخطيرة داخل
مجتمعنا ذي الطابع الشرقي ونبدأ بـ :
أولا / أسباب ظاهرة تفشي التحرش
الجنسي : لهذه الظاهرة عدة أسباب منها العوز المادي والحرمان أو مرض نفسي
والتعود على هذه العادة السيئة بالإضافة إلى احتمالية ورود مسالة العناد
والتعصب وإرضاء الغريزة البشرية وطبعا بين كلا الجنسين.
ثانيا / مخاطر
هذه الظاهرة: المرض والخروج عن العادات والتقاليد سواء كانت تلك العادات
والتقاليد همجية أو منطقية، بالإضافة إلى إغضاب الرب والدين، وفي التالي
الانتهاء بها إلى دهاليز احتمالية الوقوع عرضة لارتكاب جريمة من جراء هذه
الظاهرة التي يعتبرها مجتمعنا خط احمر يمنع بجميع الأشكال تخطيه أو حتى
التقرب منه.
ثالثا / عواقب هذه الظاهرة: العواقب كثيرة حيث تصل إلى ابعد
الحدود التي قد لا يتصور البعض مدى خطورتها كارتكاب جريمة بحق من تعرض
لهذه الظاهرة أو لمن ارتكب هذه الظاهرة بالإضافة إلى زرع الحقد والكراهية
والتي يستحيل نسيانها أو إنكارها وان حاولوا ذلك فان مجتمعنا وللأسف لا ولن
يرحمهم.
رابعا طرق الوقاية من هذه الآفة: الطرق عديدة منها توخي الحذر
من ارتكاب هذه الظاهرة(التحرش الجنسي) والاقتناع بان نهاية تلك النزوة
الشيطانية كما يلقبها بعض رجال الدين، خطيرة وبدون فائدة ولن توصلنا إلى
الأهداف المرجوة والمنشودة وبالتالي قد توصلنا إلى طريق مجهول وأكيد
مسدود.. متابعة الوالدين لأبنائهم منذ عند صغرهم وحتى بكبرهم لئلا إن يقعوا
ضحية هذه الظاهرة ويندموا فهيهات حينذاك لان الندم بعدها لا يفيد.. وأيضا
لوسائل الإعلام ومنظمات الثقافية والاجتماعية لها الدور الفعال في التوجيه
الصحيح لتوعية الشباب من كلا الجنسين، لمثل هذه الظاهرة.
ونأتي مجددا
إلى ظاهرة أخرى وهي الأخطر وهي ظاهرة هروب الشباب ومن كلا الجنسين معا:
فلقد انتشرت هذه الظاهرة مؤخرا بصورة رهيبة وعجيبة فترى( وطبعا لا نستطيع
إن نعمم) هروب الفتيات وراء الشباب تاركين دينهم وعاداتهم وتقاليدهم
وضاربيها بعرض الحائط، ومتناسين النهاية التي قد لا تحسب عقباها، فقد تكون
لذة البداية طيبة ولكن في التالي يقضي الحقد والكراهية على تلك اللذة التي
يشعر الجنسين بها.
ولهذه الظاهرة الخطرة أيضا أسباب ومخاطر وعواقب وطرق
الوقاية والعلاج ونذكر منها:
أولا / إن أسباب حدوث هذه الظاهرة وهي
الجري الأعمى وراء بعض الأوهام التي يصورها الشاب والشابة معا ضانين أنهم
سيتخطون كل العواقب سواء كانت العلاقة بينهم جدية أو مجرد لهوا المراهقين..
العناد والتعصب الذي تعكسه خاصة الفتيات مع ذويهم بغية التخلص من بعض
العادات والتقاليد غير آبهين للعواقب والمخاطر التي قد تدفعهم ثمن فعلتهم
غاليا.. الانتقام من الأهل ومن بعض ضغوطهم وتصرفاتهم تجاه الفتاة خاصة..
الشهوة الشيطانية(الغريزة الهمجية) هي أيضا سبب لحدوث مثل هذه الظاهرة ..
انعدام الثقة بين الفتاة ووالديها.. فقدان الوالدين والتيتم من ثم التشرد
بالإضافة إلى أصدقاء السوء الذين هم أيضا طرف بحدوث مثل هذه الظاهرة كل هذه
الأسباب من شانها إن تأثر على الفتاة أو الشاب ويكونوا لقمة سائغة وسهلة
لهذه الظاهرة.
ثانيا / مخاطر هذه الظاهرة: عديدة من أهمها فقدان الكرامة
والشخصية لكلا الجنسين أو للضعيف، نكران أهلهم ومجتمعهم وبالتالي يكونون
عرضة لكل من هب ودب(وطبعا هذه نظرة المجتمع لهم وليس بالضرورة إن يكون رأي
كاتب الموضوع).. الوقوع بين كماشة الحقد والكراهية من قبل أهل الضحية
الضعيفة سواء الشاب أو الفتاة واحتمالية كبرى لوقوع حالة الجريمة والثار في
المستقبل بالإضافة إلى نبذ الدين ومعابدهم لهم.
ثالثا / العواقب : قد
لا يتصورها البعض ولكن ومن خلال معاشرتي لعدة مجتمعات داخل العراق ففي
الشمال تختلف العواقب عن الوسط والجنوب وبالعكس، وحسب أخر الإحصائيات التي
أكدت إن نسبة حالات هروب الفتيات وراء الشبان أو العكس في المناطق والمدن
الشمالية قد تجاوزت الـ 50% وحسب إحصائيات المستشفيات هناك، فان نسب
الانتحار لدى الفتيات جراء هذه الظاهرة وبسبب التحرش الجنسي أيضا ومخاوفهم
من الفضيحة التي وقعوا ضحية لها بإرادتهم أو بغير إرادتهم تجاوزت الـ 75%
تقريبا، ومع كل هذه المظاهر فمازالت هذه الظاهرة تنتشر في تلك المناطق.
رابعا
/ الوقاية ومعالجة هذه الظاهرة: تأتي بنفس النقاط والأساليب التي ذكرناها
أعلاه ونضيف أيضا، التكثير من النصائح الدينية داخل المعابد الدينية..
ولسلطة القانون أيضا حكمها باعتبارها هي الحامية للقانون ولمواطنيها،
باستطاعتها تامين وحماية المواطنين من التعرض لهذه الظاهرة سواء كانت
بإرادتهم أو بغير ذلك، لأنه بالتالي ليس الشابين هم من سيتعرضون للفضائح و
الاهانات فقط بل حتى أهاليهم وذويهم ومن ثم سمعة من حولهم.. المعالجة
النفسية للفتاة أو الشاب بحالة وقوعهم في ذلك الفخ والذي توهموا يوما ما
انه الحب أو ما شابه.
ليس بهذه الطريقة يمكننا إن نحب ولا بهذه الظاهرة
سنحقق مفهوم الحرية فلنا عاداتنا وتقاليدنا بغض النضر عن بعض تلك التقاليد
التي قد ول الزمان عليها وأصبحت من دهاليز الماضي المتخلف، ولا ننسى إن
مفهوم الشرف في مجتمعنا الشرقي يجعلنا إن نصون كرامتنا(والكلام لكلا
الجنسين) وان نكون أكثر نضوجا ووعيا، ويجب إن نكون متأكدين انه لا بالجري
وراء الطرف الأخر بطريقة غير شرعية وغير نظيفة من اجل المال والشهوات هي
التي ستوصلنا إلى أهدافنا ولا ترك ديننا ومعتقدنا أياً كان وراء أوهام من
شانها إن تزرع الحقد والكراهية والانتقام بين أهل الطرفين مستقبلا، وان نعي
إن للحب مفهوم واحد هو العفة والشرف والسمعة الطيبة والنظيفة، وان يعي
الطرف الأخر لا الضحية، بان ترك الدين والمعتقد والأهل والسمعة والشرف من
اجل المال والنزوات لن تفيد دينه ومعتقده وأهله ومجتمعه أيضا لان من لا
يكون خيرا لأهله لن يكون خيرا لأحد.. نعم لسنا معصومين عن الغلط والخطأ
ولكن يمكننا أن نأخذ بالوقاية ونتجنب العلاج، وتأكدوا إن الطرف الضعيف هو
الذي سيخسر نفسه ودينه ومعتقده وثقة الناس به وسيكون هو الضحية في أخر
المشوار،وعلى قول المسيح له المجد(( ما فائدة الإنسان لو ربح العالم وخسر
نفسه؟؟)) .. ودمتم.