تفاجأ موظفو مشفى الرازي بحلب، أثناء ارتيادهم لعملهم صباح يوم الاثنين، بطفل مرمي على قارعة الطريق الذي تقع عليه المشفى، في منطقة المحافظة.
وروى رئيس قسم التمريض العام في مشفى الرازي، وضاح حمدك قصة الطفل المجهول لسيريانيوز قائلاً "قرابة الساعة 7:45 دقيقة أخبرتني الممرضة في قسم الإسعاف بوجود طفل مرمي على زاوية المشفى في وضع سيئ، فتوجهت إليه، بمرافقة بعض الزملاء للوقوف على وضعه".
وأضاف "عند وصولنا للمكان، وجدنا طفلاً مصاباً بإعاقة ذهنية، وفي وضع سيئ للغاية، مغموساً بالبراز حتى رقبته، فقمنا بنقله للمشفى، حيث قامت الممرضة بتنظيفه، ثم أجرينا له الاختبارات الأولية، وصور كاملة للجسم، ليتبين لنا انه مصاب بكسر فخذ أيسر متبدل".
وأكمل قائلاً "إعاقته الذهنية، منعتنا من التعرف عليه، فهو لا يجيد التكلم أو حتى الإيحاء، وهذه مشكلة كبيرة بالنسبة لنا، ومعنى ذلك انه سيظل مجهول الهوية لحين التعرف عليه من قبل احد أقاربه، ولم نستطع تفسير وجوده في الشارع في مثل هذه الساعة المبكرة، ونخشى أن يكون مرمي هنا من قبل احد أفراد عائلته".
وخلال زيارتنا للطفل في غرفته، بانت عليه إشارات الرضا، حيث حاول إرسال ابتسامات، ملوحاً بقطعة البطاطا المسلوقة، التي كان يأكلها بشراهة، دون وجود إمكانية لتحريك رجله اليسرى.
ويقوم الفريق الطبي في المشفى بإكمال الاستشارات والصور والتحاليل المخبرية، تحضيراً للعملية الجراحية التي سيخضع لها الطفل.
وتعجز الكاميرا، بكل تقنياتها الحديثة، عن إظهار بريق عيني الطفل، الذي ننشر صورته، لعل أحدهم يتمكن من التعرف عليه، ليعود إلى أهله وذويه، الذين لا غنى عن دفئهم وحنانهم، لطفل يقدر عمره بين 10-12 عاماً.