صباح الثلاثاء الباكر .. حتى الديوك لم تستيقظ بعد ... مشغولو البال فقط هم المستيقظون .. !
وأي شيء يمكن أن يشغل البال أكثر من القميص الأحمر ( السوري ) ...
السادسة والنصف صباحا ً .. باق من الوقت ثلاث ساعات ( يالله هانت ) ..
كل أعمال الدنيا .. وكل ما كان يؤخرنا .. عملناه .. وعقارب الساعة كأنما أصابها الصدأ ...
وبعد ( التيك والتك ) .. ويارب الستر .. وتيسير الأمر ...
نقلتنا صافرة الحكم إلى الصين ..ولقاء نسورنا مع أبناء التنين ...
أمسكت الورقة والقلم وسجلت ... الثقة كانت مرسومة على جبين السوريين ..
خمس دقائق بعد الصافرة .. هدف بعكس المجريات والصناعة صينية .
يغادرنا الزمن .. وتترك كل دقيقة في ذاكرتنا .. لمحة فنية أو تمريرة ذكية .. أو خطرا ً مصبوغا ً باللون الأحمر
نسيت أنني أسجل .. أو ( قررت ) ألا أسجل ... بدا لي أن شبابنا لا يحتاجون المدونات ..
بل يحتاجون من إيماننا بهم .. وثقتنا بمقدراتهم .. الشيء الأكثر ...
الكل بدوا رجالا ً في الملعب ..
و( لولا ) الاحتفاظ الزائد بالكرة .. والمساحات الشاغرة لخاصرة اليسرى للدفاع ..
وسوء التمركز في الرقابة الدفاعية لبعض المرتدات ... لبدا الجميع بدون أخطاء
حارس المرمى لم يترك الطيران لحظة .. وأخمد نيران التين .. إلا مرتين لا يسأل عنهما أبدا ً ...
مفاجأة التشكيلة كانت سارة .. ومربكة للصينيين .
ولعل فورة رجالنا ( الشباب ) .. واندفاعهم الموهوب ...
جعلنا نترك للعتب في قلوبنا مكانين ..
العتب الأول .. يصارح الجهاز الفني بشيء من الضعف التكتيكي ..
وإن كنا لا نشك أبدا ً بعطاء لا بخل فيه .. فهل هي فعلا ً حدود الإمكانيات المحلية .. ؟!
العتب الثاني .. مرفوع مع الاحترام إلى أصحاب ( الشور ) وإخوتنا الكبار .. اتحاد كرتنا الجديد القديم
الذي صارحنا .. بعدم رضاه عن التحضير .. دون أن يبين لنا من أين جاء التقصير .. ولماذا ؟
( ما علينا ) .. المهم .. حدث ما لم نكن نتمناه .. وما لا نستحق أن نلقاه
ورقصت الشباك على جراحنا مرتين .. في الدقائق 5 و 94 من عمر المباراة .
والأهم .. أن بطاقة التأهل ( الثانية على ما يبدو ) مازالت في الملعب ..
وأغلب الظن أنها في موقعة عربية عربية .. من حقنا أن نتمناها سورية ...
وإذا كانت البطولة لم تبح بأسرارها بعد ..
فكل الأمنيات أن يفضح السوريون ما اختبأ .. ويعلنوا للجميع : بأنـّا قادمون .. قادمون .....