يعتزم محرر الصفحات الثقافية في صحيفة "يلاندس بوستن" الدانماركية فليمينج روز والذي نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم عام 2005 إعادة نشر تلك الرسوم من جديد في كتاب سيصدر مع نهاية الشهر المقبل.
ونفى روز في تصريحات لصحيفة "بوليتيكن انخ " أن "تكون فكرة إعادة نشر الرسوم تحمل أي استفزاز لمشاعر الآخرين"، زاعما أن "الكتاب يروي فقط قصة الرسوم الـ12 لوضعها في سياق عام بالنسبة إلى الصور التي اعتبرت مهينة".
و ذكر موقع قناة "المنار" اللبنانية أن الكتاب الذي يحمل عنوان "طغيان الصمت" سيصدر في 30 أيلول المقبل ليواكب الذكرى الخامسة لنشر 12 رسما كاريكاتوريا للنبي محمد(ص) والتي أثارت عاصفة من الاحتجاجات العنيفة ضد الدانمرك في العالم الإسلامي.
وأضاف "إنني واثق بأن كثيرين لا يعرفون ما أفكر فيه بشأن الرسوم، لذلك أرغب في توضيح ذلك وليس لدي سوى الكلمات لأفعل ذلك".
وتمنى روز أن "يتمكن الناس الذين يقرأون الكتاب من رؤية القضية في إطار أوسع"، مشيرا إلى أنه "يجب الرد على الكلمات بالكلمات لأنها الشيء الوحيد الذي نملكه في نظام ديمقراطي وإذا تخلينا عن ذلك فإننا نسقط في طغيان الصمت".
وكانت صحيفة "القدس العربي"، كشفت في وقت سابق عن نية رسام الكاريكاتور كورت فيتسرجارد بنشر كتاب في الخريف يتضمن صورة للنبي (ص) وهو يرتدي عمامة على شكل قنبلة، بعد أن كان قد نشرها في "يلاندس بوستن" وأثارت حينها احتجاجات عنيفة وحملات مقاطعة واسعة للمنتجات الدانماركية في العالم الإسلامي.
ورجحت العديد من المصادر أن تكون تراجع حملة المقاطعة مؤخرا هو الذي شجع المسيئين على مواصلة تطاولهم على "النبي محمد (ص)".
وشهدت الدول العربية والإسلامية احتجاجات واسعة بسبب نشر روسم مسيئة للرسول الكريم في صحف دنمركية ونرويجية, وووصلت الاحتجاجات في دمشق حينها إلى حد اقتحام مقري سفارتي الدنمرك والنرويج وإحراقهما.
وكانت العديد من الصحف و المجلات الأوربية تعاقبت على نشر بعض هذه الرسوم المسيئة للرسول تحت تبريرات مختلفة, ومن هذه الصحف "لو تان" في جنيف وصحيفة "ماجيار هيرلاب" في بودابست و كذلك نشرت الصور صحيفتان اسبانيتان، و صحيفة داي ويلت الألمانية .
أما على الصعيد العربي فقد أعادت صحيفة شيحان الأردنية نشر ثلاثة من هذه الرسوم و هو الموضوع الذي حاز على القدر الأكبر من الاحتجاج على الساحة الأردنية حينها ما جعل رئيس تحرير الصحيفة جهاد المومني يعلن سحب أعدادها من السوق و يعتذر رسميا عن النشر و قال مبررا بأن غايته كانت تعريف المسلمين بحجم الإساءة لشخص الرسول لكن قد أسيء فهم هذه الغاية.